خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ
١٠
-الدخان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَارْتَقِبْ } انتظر لهم يا محمد* { يَوْمَ } مفعول ارتقب وهو يوم قبل يوم القيامة* { تَأْتِي السَّمَآءُ } جملة مضاف اليها يوم* { بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } ظاهر يدخل في أسماع الكفرة والمنافقين وتنضج رؤوسهم حتى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ أي المشوي ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه. قاله ابن عباس وعلي وابن عمر والحسن والحسين وأبو سعيد الخدري وندل له ما رواه حذيفة بن اليمان أول الآيات الدخان ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عدن تشوق الناس الى المحشر تقيل معهم اذا قالوا.
"قال حذيفة: يا رسول الله وما الدخان فتلا صلى الله عليه وسلم الآية وقال يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكام وأما فهو كالسكران أن يخرج من منخريه وأذنيه ودبره" وقال ابن مسعود وغيره معنى الدخان ان الارض أجدبت واشتد الجوع حتى انهم يرون من شدته كهيئة الدخان بين السماء والارض وكان ذلك في قريش في مكة ومن معهم.
وعن مسروق كنا جلوساً عند عبدالله بن مسعود وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن ان قاصاً عند باب كندة يقص ويزعم ان الآية الدخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام.
وفي رواية انه قص انه يأتي دخان يوم القيامة فيأخذ بأنفاس الخلق فقعد وهو غضبان فقال اتقوا الله أيها الناس من علم منكم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فان من علم الرجل أن يقول فيما لا يعلم الله أعلم ثم قال ألا سأحدثكم ان قريشاً لما استعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم وقال
"اللهم أعنِّي عليهم بسبع كسبع يوسف عليه السلام" وفي رواية "اللهم سبع كسبع يوسف" فأصابهم الجهد وماتت أشياؤهم حتى أكلوا الجيف والعظام جيف الكلاب وغيرها فيرى الرجل ما بين السماء كالدخان من ضعف البصر للجوع أو لأن الهواء يظلم أيام القحط لقلة الأمطار وكثرة الغبار والعرب تسمى الشر الغالب دخاناً وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان فمشى اليه أبو سفيان ونفر معه وناشدوه الله والرحم وواعدوه ان دعا لهم وكشف أن يؤمنوا فلما كشف رجعوا الى شركهم.
وفي رواية قال أبو سفيان انك تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وان قومك قد هلكوا فادع الله وذلك انه لما دعا عليهم بالسبع أجابه الله بقوله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان } أي بقحط.
وروي أنه لما حكى لابن مسعود قصة القاض. قال بعد قوله فان من علم الرجل الخ فان الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم
{ قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين
}. قال خمس مضير اللازم والروم والبطشة والقمر الدخان واسناد الإتيان للسماء لان ذلك يكفها عن الامطار وقيل اليوم يوم الدجال ونزول عيسى ونار عدن وقيل يوم القيامة وقيل الدخان قسوة القلب ولا عقوبة أعظم من فساده