خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ
٤٨
-الدخان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِّن عَذَابِ الْحَمِيمِ } قيل ان خازن النار يضرب رأسه فيثقبه ثم يصب فيه حميماً وان ما وقع الصب على العذاب مع أن المصبوب انما يكون جسماً كالحميم وهو المصبوب لا عذابه لانه اذا صب الحميم فقد صب عذابه وضمن صب معنى أجدى وذكر العذاب معلقاً به الصب مستعاراً له وذلك أهول وأبلغ مما فيه في آية يصب من فوق رؤوسهم الحميم وكأنه قيل من الحميم الذي لا يفارقه العذاب.
وقال القاضي كأن الأصل من عذاب هو الحميم فعدل عنه الى اضافة البيان للتخفيف وزيد من الدلالة على أن المنصوب بعض هذا النوع وهو بناء على جواز زيادة { مِّن } في الايجاب والمعرفة والتحقيق انها للتبعيض والمفعول محذوف لا مجرورها أي شيئاً من عذاب الحميم ولعل هذا هو مراده ومعنى زيادة { مِّن } في كلامه انه يكفي أن يقول صبوا فوق رأسه عذاب الحميم ولم يقل الله ذلك بل أدخل { مِّن } الجارة التبعيضية واذا صب عليه قيل له* { ذُقْ }