خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ
٢٢
-محمد

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ } بكسر السين عند نافع وهو غريب قاله الزمخشري ووجهه مناسبة الياء وقيل لغة يقول أهلها (عَسِيَ) كرضِيَ وأطلت ذلك في النحو وهكذا كلما أقللت فيه الكلام هنا فقد أطلته في النحو والخطاب { { للذين في قلوبهم مرض } نقل الكلام من الغيبة للخطاب مبالغة للتوبيخ.
{ إِن تَوَلَّيْتُمْ } أمور الناس وتأمرتم عليهم أو توليتم عن الاسلام والحق.
وقرأ يعقوب في رواية رويس بالبناء للمفعول أي تولاكم ظلمة وكذا قرأ علي وقرأ بعض (وليتم) وجواب (ان) محذوف دل عليه (هل عسيتم)*
{ أَن تُفْسِدُواْ } خبر (عسى) مبالغة أو للتأويل بمفسدين أو ذوي افساد أو (عسى أمركم افساد) أو بدل من التاء اشتمالى وافسادهم لكونهم أمراء أو لتوليهم عن الاسلام وتبع للظلمة على قراءة يعقوب والمراد هل يتوقع منكم الافساد وذلك لان أداة الاستفهام لا تدخل على الانشاء والله لا يستفهم حقيقة ولا يترجى ولكن المعنى انهم لضعفهم في الدين وحرصهم في الدنيا أحقاء بأن يتوقع ذلك من عرف حالهم ويقول لهم { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا } أو يفعل الله بكم فعل المختبر*
{ فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ } تناحرا على الولاية وتجاذباً لها أو رجوعاً الى ما كنتم عليه في الجاهلية من الغارات ومقاتلة الأقارب واهلاك البنات والتشديد للمبالغة وقرئ بفتح التاء والطاء أي تتقطعوا فحذفت احدى التائين قال بعضهم نزلت الآية في بني هاشم وبني أمية وقد استولوا بعد حين وأفسدوا فقال الثعالبي هو بعيد لقوله تعالى*
{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ }