خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
١١
-الفتح

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ } الذين حول المدينة غفار ومزينة وجهينة واشجع واسلم ونخع أو الديل وهم منافقون لم يتمكن الايمان من قلوبهم لما أراد صلى الله عليه وسلم المسير الى مكة عام الحديبية معتمرا استنفر من حول المدينة من الاعراب وأهل البادية ليخرجوا معه حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت واحرم هو وساق معه الهدي ليعلم أنه لا يريد حربا فتثاقلوا خوفا عن قتال قريش وثقيف وكنانة والقبائل المجاورة لمكة وهم الاحابش وقالوا يذهب الى قوم قد غزوه في علو داره بالمدينة وقتلوا أصحابه فيقاتلهم وظنوا أنه يهلك فلا ينقلبوا الى المدينة واعتلوا بالشغل ففضحهم الله لنبيه قبل أن يصل اليهم من مرجعه والمخلف اسم مفعول أي الذين خلفهم الله عن صحبتك أي أقعدهم خلفك* { شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا } النساء والذراري لم يكن من يحفظهم لنا ويقوم بمصالحهم وقرئ بتشديد الغين مبالغة وذلك اعتذار بالباطل قال الكلبي لم يخرجوا خوفا للقتال عساه أن يكون واعتذروا لأنه لما رجع من الحديبية وعد خيبرا فرجوا الغزوة معه لغنيمة منها* { فَاسْتَغْفِرْ لَنَا } على تخلفنا قالوه مصانعة لا توبة وندما كما إنهم اعتذروا بالشعل مع أنهم لم يخرجوا خوفا ولذلك قال الله عز وجل تكذيبا لاعتذارهم وطلب الاستغفار* { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللهِ شَيْئاً } والاستفهام انكاري أي لا مانع لكم من مشيئته وقضاه* { إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً } من قتل أو هزيمة وخلل في المال والأهل وعقوبة على التخلف وقرأ حمزة والكسائي بضم الضاد في مصحف ابن مسعود (ان اراد بكم سوءا) { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً } هو خلاف الضر وقيل الضر الكفر والنفع الايمان وذلك تعريض بعدم وصولهم مرادهم* { بَلْ } للانتقال من غرض الى آخر كذا قيل والمراد بالغرض غير غرض الخلق فان الله منزه عنه أو للابطال* { كَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من التخلف وقصدكم فيه أو بكل شيء فهو عالم بتخلفكم وقصدكم* { خَبِيراً } أي عالماً لم يزل