خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً
٢٨
-الفتح

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى } ملبسا بالهدى أو ارسله بسبب الهدى ولأجله* { وَدِينِ الْحَقِّ } اي الاسلام قبل ذلك بيان لصدق الرؤيا وتوكيد لما وعده من الفتح وانه ما كان ليري رسوله صلى الله عليه وسلم شيئا غير صادق فيتحدث به ويتبين خلافه فيكون سببا للضلال* { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } ليغلبه على جنس الدين من أديان المشركين ولقد حقق ذلك فانك لا ترى دينا قط الا وللاسلام عليه العز والغلبة الى وقتنا هذا وهو اليوم الثاني والعشرون من رمضان من عام الف ومائتين وسبعين وهو الحاكم على الاديان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يبقى بيت مدر او شعر الا دخلهما الاسلام يعز ذليلا ويذل عزيزا" ولم يقبض صلى الله عليه وسلم حتى ظهر على الدين كله بنسخ منه للاديان وازالة الباطل وما من دين الا وقد قهر المؤمنون أهله وقيل ذلك عند نزول عيسى عليه السلام حتى لا يبقى على الأرض كافر قال صلى الله عليه وسلم "الأنبياء اخوة لعلاة أمهاتهم شتى ودينهم واحد وانا اولى الناس بعيسى لاني ليس بيني وبينه نبي وانه نازل لا محالة فاذا رأيتموه فانه مربوع الخلق بين الحمرة والبياض سبط الرأس كأن رأسه يقطر وان لم يصبه بلل فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويقاتل الناس على الاسلام فيهلك الله الملل على يده غير الاسلام حتى تقع الأمنة في الارض فيرتعي الاسد مع الابل والنمر مع البقر والذئب مع الغنم ويلعب الغلمان بالحيات" وعن الحسن: ينزل من قبل المغرب مصدقا بمحمد وعلى ملته وبسطت نزوله في غير هذا وقيل اظهاره بالحجج وفي الآية توطين لنفوس المؤمنين على ان سيفتح لهم من البلاد ويقيض لهم الغلبة ما يستقلون اليه فتح مكة* { وَكَفَى بِاللهِ } الباء صلة والله فاعل قيل زيدت لتضمن معنى اكتفى كما يجزم جواب الماضي الذي هو بمعنى الامر وبدليل ترك التاء في (كفر بهند) والفاصل وهو الباء مجوز لا موجب والا لورد كفرت بهند وأحسن بهند فلأن التاء لا تلحق صورة الامر وقيل الفاعل ضمير الاكتفاء بناء على جواز التعليق بضمير المصدر قاله ابن هشام وبسطته في النحو* { شَهِيداً } حال ويضعف كونه تمييزا لأنه وصف (شهيد) انك مرسل بما ذكر وانه سيظهر ذلك الذي وعده وفيه تسلية للمؤمنين لما تأذوا من قول الكفار لو علمنا انك رسول الله ما صددناك عن البيت