خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
٨
-الحجرات

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَنِعْمَةً } مصدر ناصبه (حبب) أو (كره) فان التحبيب والتكريه افضال من الله وانعام كقعدت جلوسا كما قيل الا ان اعتبر جهة خلق الله الرشاد فكأنه قيل أفضل عليهم افضالا وأنعم إنعاما او خبر لكان محذوفة على قلة أي كان ذلك فضلا ونعمة او حالا أي جري ذلك فضلا ونعمة او مفعولا لأجله لـ (حبب) أو (كره) او مفعولا لأجله لـ (الراشدون) بنا على عدم اشتراط اتحاد الفاعل واعتمادا على جهة مخلوقية الرشاد فان خلقه والافضال والانعام فاعلها واحد واذا جعل العامل (حبب أو كره) فالجملة معترضة* { وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } علم احوالهم وتفاضلهم وتفضيله بعضا على بعض وتوفيق الجميع فضلا حكمة وعن بعضهم عليم بكم وبما في قلوبكم حكيم في امره وقيل عليم بما في خزائنه من الرحمة والخير حكيم فيما ينزله منها بقدر الحاجة وكان قتادة يقول قد قال الله لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { { واعلموا أَن فيكم رسول الله } الخ وانتم الله اسخف رأيا وأطيش أحلاما فليتهم الرجل نفسه ولينتصح كتاب الله*
قيل ان الحارث بن ضرار قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ودعاه الى الزكاة فأجاب فقال أرجع الى قومي فأدعوهم الى الاسلام والزكاة فمن استجاب جمعت زكاته وترسل اليّ وقت كذا ونملن لرسولك ما جمعت وجمع ممن استجاب وبلغ الوقت ولم يرسل صلى الله عليه وسلم اليه فظن انه ساخط فجمع شرفاء قومه فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لي وقتا ليقبض الزكاة ولم يأت فما أراه الا ساخطا وكان صلى الله عليه وسلم بعث اليه الوليد ليأخذ ما جمع من الطريق وقال ان الحارث منعني الزكاة واراد قتلي فبعث صلى الله عليه وسلم الى الحارث وهو مقبل بأصحابه الى المدينة فتلاقوا فقال لهم الى من بعثتم فقالوا اليك قال ولم يقولوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسل اليك الوليد فرجع وزعم انك منعته وأردت قتله فقال والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته ولا أتاني ولما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منعت الزكاة وأردت قتل رسولي فقال لا والذي بعثك بالحق نبيا ما رأيته ولا اتاني ولا أقبلت الا حين احتبس عليّ رسولك خشية سخط الله ورسوله