خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَٰرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
١١٠
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ونُقلِّب أفئدتهم وأبْصَارهم } عطف على قوله لا يؤمنون، أى لم تشعروا أنهم لا يؤمنون إذا جاءت، ولا أنا نقلب قلوبهم عن الإيمان بالله وبالقرآن أو بمحمد، أو بما سبق من الآيات كانشقاق القمر، أو بالله، ونقلب أبصارهم فلا يؤمنون بها رؤية اعتبار فلا يؤمنون بالقرآن أو بمحمد أو بما سبق الآيات بعد مجئ.
{ كَما لم يُؤمنُوا بهِ } أى بالقرآن أو بمحمد أو بالله أو بما سبق من الآيات { أوَّل مرَّةٍ } قبل مجئ الآيات التى اقترحوها، وقيل أول مرة بمعنى حين أخبروا بمعجزات موسى وعيسى ونحوهما، لأنهم ولو طلبوا مثلها منه صلى الله عليه وسلم لكنهم لم يؤمنوا بها جزماً، وقيل: نقلب كلام فى أمر الرد من الآخرة إلى الدنيا، فيكون أول مرة الدنيا، فليس معطوفاً على خبر إن، والمعنى أنا نصرف أفئدتهم وأبصارهم عن الإيمان به لو رددناهم بعد الموت، ودخول النار إلى الدنيا،، كما لم يؤمنوا به قبل الموت، ونسب هذا لابن عباس، وقرئ ويقلب بالتحتية، ونصب أفئدتهم وأبصارهم، والفاعل ضمير الله جل وعلا، وقرأ الأعمش بها، والبناء للمفعول ورفعهما، والكاف تتعلق على القول بالتعلق وهو الصحيح بنقلب أو بمحذوف مفعول مطلق، أو هى اسم مفعول مطلق، أى تقليباً ثابتاً كعدم إيمانهم، أو تقليباً مثل عدم إيمانهم، ويجوز أن يكون على المجازاة، أى جازيناهم بتقلب أفئدتهم وأبصارهم على عدم إيمانهم به أول مرة.
{ ونَذَرهُم فى طُغْيانِهِم } فى مبالغتهم فى الشر، والعطف على خبر إن، أى ما يشعركم بعدم إيمانهم إذا جاءت، وبتقليب أفئدتهم وأبصارهم، ويتركهم فى طغيانهم { يعْمهُونَ } يترددون لا يخرجون عنه.