خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٤٥
-الأنعام

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فقُطع دابرُ القَوم الَّذينَ ظلمُوا } آخرهم وذلك أن قطع آخر الشئ كناية عن قطعه كله، حتى وصل القطع آخره، أى قطعوا كلهم، وهو مأخوذ من قولهم دبر القوم يدبرهم أى تبعهم، فقد يقال: المعنى قطعت أتباعهم كأولادهم وعبيدهم ونسائهم، فإن قطع هؤلاء ونحوهم كأجزائهم، يؤخذ منه قطعهم، فالمراد قطعهم كلهم، وقال الأصمعى: الدابر الأصل أى فقطع أصلهم، أى قطعوا فلا يكونوا أصلا لغيرهم بعدهم، لأنهم ماتوا كلهم، أى قطع أن يكونوا أصلا لغيرهم، أو قطع صلهم كناية عن إهلاكهم، فإن ما قطع أسفله المبنى عليه يفسد كقطع أصل النخلة والجدار.
{ والحمدُ لله ربِّ العَالمِينَ } أثنى الله تعالى على نفسه بقطع دابرهم، وإزاحة الناس من شرهم، وإظهار حجة الرسل، وفيه تعليم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، الحمد على قطع دابر المشركين إذا قطع الله دابر المشركين.