خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا سُقِطَ فِيۤ أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
١٤٩
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ ولما سُقِطَ فى أيدِيهمْ } حذف الفاعل وهو الأفواه، وناب عنه الجار والمجرور، أو المجرور وحده، والأصل ولما سقط أفواههم فى أيديهم، وذلك كناية عن شدة تحسرهم وندمهم وغمهم، لأن من كان كذلك يوقع فمه على يد بعضها، ويجوز أن يكون الفاعل المحذوف المنوب عنه الندم، أو التحسر أو الغم أو الخسران، أو الخيبة أو السعى أو الصرف أو الدفع أو نحو ذلك كالغلبة، وإنما صح أن يقع ذلك فى أيديهم، مع أن محله القلب تشبيها لما يحصل فى القلب بما يحصل فى اليد، ويرى كما يقال: حصل فى يدى مكروه إلا السعى والصرف والدفع، فتحصل باليد واللسان وغيرهما، نعم قد تستعار لفعل القلب، وزعم بعض أنه يجوز أن يكون ذلك من حيث إن المتحسر يضرب فخذه بيده، فتصير يده ساقطة، أى نازلة، ويرده أن اليد فى الآية مسقوط فيها لا ساقطة، وقرأ ابن أبى عبلة أسقط وهى لغة حكاها الطبرى، يقال: سقط فى يده وأسقط فيها، وقرأ ابن السميفع وغيره سقط بالبناء للفاعل وهو ضمير مستتر عائد إلى الندم أو غيره مما ذكر، ولو لم يذكر لدلالة المقام عليه.
{ وَرأوا } علموا { أنهُم قد ضلُّوا } عن الحق باتخاذ العجل ويجوز أن تكون الرؤية بصرية على سبيل المجاز، بأن شبه ما عملوه علما واضحا قويا لما يرى بالعين، أو شبه علمهم القوى حينئذ برؤيتهم بأعينهم.
{ قالُوا لئِنْ لَم يرحَمُنا ربُّنا ويغْفِر لَنا } المراد مطلق الرحمة عن النار وغفران الذنب، وقال القاضى: أراد الرحمة بإنزال التوراة، وقرأ حمزة، والكسائى، والشعبى، وابن وثاب والجحدرى، وطلحة ابن مصرف، والأعمش: ترحمنا بالفوقية، ونصب رب على النداء بحرف محذوف، وتغفر بالفوقية، وفى مصحف أبى: ربنا لئن لم ترحمنا وتغفر لنا بالنصب والفوقية فى الموضعين { لنَكوننَّ من الخاسِرينَ } بما فعلنا واعتقدنا.