خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ يَٰقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَـٰلَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٦١
-الأعراف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قالَ يا قَوْم } ناداهم بهذا استجلابا لهم { لَيسَ بى ضَلالةٌ } أى ليس فى شىء من الضلال، نفى عن نفسه الضلال بوجه بليغ، كما بلغوا فى إثبات الضلال الكامل له، كما يقال: عندك تمر؟ وتقول: ليست عندى تمره أو شق تمرة، وزاد بأن عرض ولوَّح بأنهم هم فى الضلال المبين، وأما أنا فلست منه فى شىء، والضلال يستعمل فى القليل والكثير، والضلالة فى الواحد، فعلى أنه القليل فالمعنى ليس بى قطعة منه كقولك: ليس عنده شق تمرة، وعلى أنه الكثير فالمراد أنه ليس بى ولو ضلال واحد، أو أنه ليس بى قطعة منه.
{ ولكنَّى رسُولٌ مِنْ ربِّ العَالمينَ } أى فأنا على الصراط المستقيم الكامل كما هو لازم الرسالة، فلذلك صح أن يكون استدراك لقوله: { ليس بى ضلالة } كأنه قال: ليس بى ضلالة لكنى على الاستقامة والهدى، وفى هذا الاستدراك تعرض النظر منهم فى المعجزة، ولكل رسول معجزة.