خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١
-التوبة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ بَرآءةٌ مِنَ اللهِ ورسولِهِ } خبر لمحذوف، أى هذه براءة، وإلى متعلقة ببراءة، أو يتعلق من بمحذوف نعت براءة، أى براءة وأصله من الله ورسوله ببراءة، أو مبتدأ خبر هو قوله: { إلَى الَّذينَ عاهَدْتُم من المشْركينَ } وقرأ عيسى بن عمرو: براءة بالنصب على المفعولية لمحذوف، أى اسمعوا براءة، أو التزموا براءة، وقرأ أهل نجران: من الله بكسر النون، والأفصح فتح نون من مع أل وهو الكثير.
والمراد أن الله ورسوله قد برئا من العهد الذى عاهدتم به المشركين وهو منبوذ إليهم، لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل المنافقون يرجفون، وجعل المشركون ينقضون عهودا، فأمر بنبذها إليهم، وكان المؤمنون قد عاهدوا المشركين من أهل مكة وغيرهم من العرب، بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذلك علقت المعاهدة بالمؤمنين، ولأن القتال هم التالوه أو تالوا غالبه لا النبى صلى الله عليه وسلم، وعلقت البراءة بالله سبحانه، لأن هو الذى يحل ويحرم على لسان رسوله، كما عطف رسوله، أو عاقدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوا بعقده، فنسب إليهم، وأيضا عقده لازم لهم، فهو عقد لهم، ونكث المشركون العهد إلا بنى ضمرة، وبنى كنانة، وبنى مدلج، ونبذ العهد إلى المشركين، قال ابن إسحاق: مما عوهدوا عليه أن لا يصدوا أحدا عن البيت الحرام.