خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١٠٦
-التوبة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وآخرُون مُرْجَوْن } مبتدأ وخبر، أو معطوف ونعت، أو مبتدأ ونعت، والخبر يعذب كقولك: زيدا ما قائم أو قاعد { لأمْر اللهِ } أى مؤخرون وموقوف أمرهم لأمر الله فى شأنهم، أى حكمه، والإرجاء التأخير من أرجاه، يرجيه بلا همز بعد الجيم، فالأصل مرجاون حذفت الألف الساكن الجائى بعدها، وقرأ ابن كثير، وأبو بكر، وأبو عمرو، وابن عامر مرجئون بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة سكونا ميتا من أرجأه يرجئه بالهمز، واختلف عن عاصم.
{ إمَّا يُعذِّبُهم } هذا إن أصرُّوا { وإما يتُوبُ عَليْهم } هذا إن تابوا، والله سبحانه وتعالى عالم بما يقع من حالهم جزما، ولكن ردد للعباد ودلهم بأن كلا الأمرين لله، يفعل ما يريد منهما على ما اقتضت الحكمة.
{ واللهُ عَليمٌ } بما فى قلوبهم وبحالهم { حَكيمٌ } فيما يفعل بهم، قال ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، وابن إسحاق: هم الثلاثة الذين خُلِّفوا: هلال بن أمية الواقفى، ومرارة بن الربيع العامرى، وقيل من بنى عمير بن عوف، وكعب بن مالك من بنى عمير بن عوف بانى مسجد قباء، أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن لا يسلموا عليهم، ولا يكلموهم، وكانوا لم يربطوا أنفسهم كإخوانهم، ولما رأوا ذلك أخلصوا نياتهم، وفوضوا أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى، ورحمهم الله عز وجل كما روى، وكما تدل عليه قراءة ابن مسعود: والله غفور رحيم، وكما تنص عليهم الآية الآتية فيهم، وبين ذلك ونزول توبتهم خمسون ليلة، وقيل: هم منافقون ردد فيهم ترغيبا وإبقاء عليهم، وقيل: هم الذين أى أهل مسجد الضرار استدعاهم إلى الإيمان.