خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ
٦٢
-الحجر

روح المعاني

بقوله تعالى: { قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } إنما قاله عليه السلام بعد اللتيا والتي حين ضاقت عليه الحيل وعيت به العلل ولم يشاهد من المرسلين عند مقاساة الشدائد ومعاناة المكائد من قومه الذي يريدون بهم ما يريدون ما هو المعهود والمعتاد من الإعانة والإمداد فيما يأتي ويذر عند تجشمه في تخليصهم إنكاراً لخذلانهم وتركهم نصره في مثل المضايقة المعترية له بسببهم حيث لم يكونوا عليهم السلام مباشرين معه لأسباب المدافعة والممانعة حتى ألجأته إلى أن قال: { { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } حسبما فصل في سورة هود [80] لا أنه عليه السلام قاله عند ابتداء ورودهم له على معنى أنكم قوم تنكركم نفسي وتنفر منكم فأخاف أن تطرقوني بشركما قيل، كيف لا وهم بجوابهم المحكى بقوله سبحانه { قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا... }.