خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ
٢٠٦
-البقرة

روح المعاني

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } في فعلك { أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ } أي احتوت عليه وأحاطت به، وصار كالمأخوذ بها، والعزة في الأصل خلاف الذل وأريد بها الأنفة والحمية مجازاً { بِٱلإثْمِ } أي مصحوباً أو مصحوبة به أو بسبب إثمه السابق، ويجوز أن يكون ـ أخذ ـ من الأخذ بمعنى الأسر، ومنه الأخيذ للأسير، أي جعلته العزة وحمية الجاهلية أسيراً بقيد الإثم لا يتخلص منه { فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ } مبتدأ وخبر أي كافيه جهنم وقيل: جهنم فاعل لحسبه ساد مسدّ خبره، وهو مصدر بمعنى الفاعل وقوي لاعتماده على ـ الفاء ـ الرابطة للجملة بما قبلها، وقيل: حسب اسم فعل ماض بمعنى كفى ـ وفيه نظر ـ وجهنم علم لدار العقاب أو لطبقة من طبقاتها ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث، وهي من الملحق بالخماسي بزيادة الحرف الثالث ووزنه فعنلل، وفي «البحر» إنها مشتقة من قولهم: ركية جهنام ـ إذا كانت بعيدة القعر ـ وكلاهما من الجهم، وهي الكراهية، والغلظ، ووزنها فعنل، ولا يلتفت لمن قال: وزنها فعنلل كعرندس، وأن فعنلا مفقود لوجود فعنل نحو دونك وخفنك وغيرهما، وقيل: إنها فارسي وأصلها كهنام فعرّبت ـ بإبدال الكاف جيماً وإسقاط الألف ـ والمنع من الصرف حينئذٍ للعلمية والعجمة { وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } جواب قسم مقدر؛ والمخصوص بالذم محذوف لظهوره وتعينه، والمهاد الفراش، وقيل: ما يوطىء للجنب ـ والتعبير به للتهكم ـ وفي الآية ذم لمن يغضب إذا قيل له اتق الله ولهذا قال العلماء: إذا قال الخصم للقاضي: اعدل ونحوه له أن يعزره، وإذا قال له: اتق الله لا يعزره. وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه «إنّ من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه: اتق الله تعالى فيقول: عليك بنفسك عليك بنفسك».