خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ
١٢٠
-طه

روح المعاني

{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَـٰنُ } أنهى الوسوسة إليه، وهي كما قال الراغب: الخطرة الرديئة؛ وأصلها من الوسواس وهو صوت الحلي والهمس الخفي، وقال الليث: الوسوسة حديث النفس والفعل وسوس بالبناء للفاعل، ويقال: رجل موسوس بالكسر والفتح لحن. وذكر غير واحد أن وسوس فعل لازم مأخوذ من الوسوسة وهي حكاية صوت كولولة الثكلى ووعوعة الذئب ووقوقة الدجاجة وإذا عدي بإلى ضمن معنى الإنهاء وإذا جيء باللام بعده نحو وسوس له فهي للبيان كما في { هَيْتَ لَكَ } [يوسف: 23] وقال الزمخشري: للأجل أي وسوس لأجله، وكذا إذا كانت بعد نظائر هذا الفعل نحو قوله:

اجرس لها يا ابن أبـي كباش فما لها الليلة من إنفاش

وذكر في «الأساس» وسوس إليه في قسم الحقيقة، وظاهره عدم اعتبار التضمين والكثير على اعتباره.

{ قَالَ } إما بدل من { وسوس } أو استئناف وقع جواباً عن سؤال نشأ منه كأنه قيل: فما قال له في وسوسته: فقيل: قَال { يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ } ناداه باسمه ليكون أقبل عليه وأمكن للاستماع ثم عرض عليه ما عرض على سبيل الاستفهام الذي يشعر بالنصح، ومعنى شجرة الخلد شجرة من أكل منها خلد ولم يمت أصلاً سواء كان على حاله أو بأن يكون ملكاً لقوله تعالى: { إِلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَـٰلِدِينَ } [الأعراف: 20]. وفي «البحر» أن ما حكى هنا مقدم على ما حكى في الأعراف [20] من قوله تعالى: { مَا نَهَـٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ } الخ كأنَّ اللعين لما رأى منه عليه السلام نوع إصغاء إلى ما عرض عليه انتقل إلى الإخبار والحصر انتهى، والحق / أنه لا جزم بما ذكر { وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } أي لا يفنى أو لا يصير بالياً خلقاً قيل: إن هذا من لوازم الخلود فذكره للتأكيد وزيادة الترغيب.