خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَرُونِيَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ
٢٧
-سبأ

روح المعاني

{ قُلْ أَرُونِىَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء } استفسار عن شبهتهم بعد إلزام الحجة عليهم زيادة في تبكيتهم، وأرى على ما استظهره أبو حيان بمعنى أعلم فتتعدى إلى ثلاثة مفاعيل ياء المتكلم والموصول و { شركاء } وعائد الموصول محذوف أي ألحقتموهم، والمراد أعلموني بالحجة والدليل كيف وجه الشركة، وجوز كون رأى بصرية تعدت بالنقل لاثنين ياء المتكلم والموصول و { شُرَكَاء } حال من ضمير الموصول المحذوف أي ألحقتموهم متوهماً شركتهم أو مفعول ثان لألحق لتضمينه معنى الجعل أو التسمية، والمراد أرونيهم لأنظر بأي صفة ألحقتموهم بالله عز وجل الذي ليس كمثله شيء في استحقاق العبادة أو ألحقتموهم به سبحانه جاعليهم أو مسميهم شركاء، والغرض إظهار خطئهم العظيم. وقال بعض الأجلة: لم يرد من { أَرُونِىَ } حقيقته لأنه صلى الله عليه وسلم كان يراهم ويعلمهم فهو مجاز وتمثيل، والمعنى ما زعمتموه شريكاً إذا برز للعيون وهو خشب وحجر تمت فضيحتكم، وهذا كما تقول للرجل الخسيس الأصل اذكر لي أباك الذي قايست به فلاناً الشريف ولا تريد حقيقة الذكر وإنما تريد تبكيته وأنه إن ذكر أباه افتضح.

{ كَلاَّ } ردع لهم عن زعم الشركة بعد ما كسره بالإبطال كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام { أُفّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [الأنبياء: 67] بعد ما حج قومه { بَلِ هُوَ ٱللَّهَ ٱلْعَزِيزُ } أي الموصوف بالغلبة القاهرة المستدعية لوجوب الوجود { ٱلْحَكِيمُ } الموصوف بالحكمة الباهرة المستدعية للعلم المحيط بالأشياء، وهؤلاء الملحقون عن الاتصاف بذلك في معزل وعن الحوم حول ما يقتضيه بألف ألف منزل، والضمير اما عائد لما في الذهن وما بعده وهو الله الواقع خبراً له يفسره و { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } صفتان للاسم الجليل أو عائد لربنا في قوله سبحانه: { { يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ } [سبأ: 26] على ما قيل أو هو ضمير الشأن و { ٱللَّهِ } مبتدأ و { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } خبره والجملة خبر ضمير الشأن لأن خبره لا يكون إلا جملة على الصحيح.