خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ
٥
-فاطر

روح المعاني

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } المشار إليه بقوله سبحانه: { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } من البعث والجزاء { حَقّ } ثابت لا محالة من غير خلف { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا } بأن يذهلكم التمتع بمتاعها ويلهيكم التلهي بزخارفها عن تدارك ما ينفعكم يوم حلول الميعاد، والمراد نهيهم عن الاغترار بها وإن توجه النهي صورة إليها نظير قوله تعالى: { { لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِى } [هود: 89] وقولك لا أرينك هنا { وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ } حيث أنه جل شأنه عفو كريم رؤوف رحيم { ٱلْغُرُورِ } أي المبالغ في الغرور، وهو على ما روي عن ابن عباس. والحسن ومجاهد الشيطان فالتعريف للعهد، ويجوز التعميم أي لا يغرنكم كل من شأنه المبالغة في الغرور بأن يمنيكم المغفرة مع الإصرار على المعصية قائلاً إن الله يغفر الذنوب جميعاً فإن ذلك وإن أمكن لكن تعاطي الذنوب بهذا التوقع من قبيل تناول السم تعويلاً على دفع الطبيعة، وتكرير فعل النهي للمبالغة فيه ولاختلاف الغرورين في الكيفية.

وقرأ أبو حيوة وأبو السمال { ٱلْغُرُورِ } بالضم على أنه مصدر غره يغره وإن قل في المتعدي، أو جمع غار كقعود وسجود مصدرين وجمعين، وعلى المصدرية الإسناد مجازي.