خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ
١٣
-يس

روح المعاني

{ وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ } إما عطف على ما قبله عطف القصة على القصة وأما عطف على مقدر أي فأنذرهم واضرب لهم الخ، وضرب المثل يستعمل تارة في تطبيق حالة غريبة بأخرى مثلها كما في قوله تعالى: { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ } [التحريم: 10] الآية وأخرى في ذكر حالة غريبة وبيانها للناس من غير قصد إلى تطبيقها بنظيرة لها كما في قوله تعالى: { وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } [إبراهيم: 45] في وجه أي بينا لكم أحوالاً بديعة هي في الغرابة كالأمثال. فالمعنى على الأول اجعل أصحاب القرية مثلاً لهؤلاء في الغلو في الكفر والإصرار على التكذيب أي طبق حالهم بحالهم على أن { مَثَلاً } مفعول ثان لاضرب و{ أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ } مفعوله الأول أخر عنه ليتصل به ما هو شرحه وبيانه، وعلى الثاني اذكر وبين لهم قصة هي في الغرابة كالمثل، وقوله سبحانه: { أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ } بتقدير مضاف أي مثل أصحاب القرية وهذا المضاف بدل من { مثلاً } بدل كل من كل أو عطف بيان له على القول بجواز اختلافهما تعريفاً وتنكيراً، وجوز أن يكون المقدر مفعولاً وهذا حالاً.

والقرية كما روى عن ابن عباس وبريدة وعكرمة انطاكية، وفي «البحر» إنها هي بلا خلاف.

{ إِذْ جَاءهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } بدل اشتمال من { أَصْحَـٰبَ ٱلقَرْيَةِ } أو ظرف للمقدر، وجوز أن يكون بدل كل من { أَصْحَـٰبُ } مراداً بهم قصتهم وبالظرف ما فيه وهو تكلف لا داعي إليه، وقيل، إذ جاءها دون إذ جاءهم إشارة إلى أن المرسلين أتوهم في مقرهم، والمرسلون عند قتادة وغيره من أجلة المفسرين رسل عيسى عليه السلام من الحواريين بعثهم حين رفع إلى السماء، ونسبة إرسالهم إليه تعالى في قوله سبحانه: { إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ... }