خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ
٦٠

روح المعاني

{ قَالُواْ } أي الأتباع وهم الفوج المقتحم للرؤساء { بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } أي بل أنتم أحق بما قيل لنا أو بما قلتم لنا، ولعلهم إنما خاطبوهم بذلك على تقدير كون القائل الملائكة الخزنة عليهم السلام مع أن الظاهر أن يقولوا بطريق الاعتذار إلى أولئك القائلين بل هم لا مرحباً بهم قصداً منهم إلى إظهار صدقهم بالمخاصمة مع الرؤساء والتحاكم إلى الخزنة طمعاً في قضائهم بتخفيف عذابهم أو تضعيف عذاب خصمائهم. وفي «البحر» خاطبوهم لتكون المواجهة لمن كانوا لا يقدرون على مواجهتهم في الدنيا بقبيح أشفى لصدورهم حيث تسببوا في كفرهم وأنكى للرؤساء. وهذا أيضاً بتأويل القول بناء على أن الإنشاء لا يكون خبراً أي بل أنتم مقول فيكم أي أحق أن يقال فيكم لا مرحباً بكم.

{ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } تعليل لأحقيتهم بذلك، وضمير الغيبة في { قَدَّمْتُمُوهُ } للعذاب لفهمه مما قبله أو للمصدر الذي تضمه { صَالُو } وهو الصلي أي أنتم قدمتم العذاب أو الصلي ودخول النار لنا بإغوائنا وإغرائنا على ما قدمنا من العقائد الزائغة والأعمال السيئة لا أنا باشرناها من تلقاء أنفسنا. وفي الكلام مجازان عقليان، الأول إسناد التقديم إلى الرؤساء لأنهم السبب فيه بإغوائهم، والثاني إيقاعه على العذاب أو الصلي مع أنه ليس المقدم بل المقدم عمل السوء الذي هو سبب له، وقيل: أطلق الضمير الذي هو عبارة عن العذاب أو الصلي المسبب عن العمل على العمل مجازاً لغوياً، وقيل: لا حاجة إلى ارتكاب المجاز فيه فتقديم العذاب أو الصلي بتأخير الرحمة منهم.

{ فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } أي فبئس المقر جهنم، وهو من كلام الأتباع وكأنهم قصدوا بذلك التشفي والإنكاء وإن ذلك المقر مشترك. وقيل: قصدوا بالذم المذكور تغليظ جناية الرؤساء عليهم.