خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٣
-النساء

روح المعاني

{ تِلْكَ } أي الأحكام المذكورة في شؤون اليتامى والمواريث وغيرها، واقتصر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما على المواريث { حُدُودُ ٱللَّهِ } أي شرائعه أو طاعته أو تفصيلاته أو شروطه، وأطلقت عليها الحدود لشبهها بها من حيث إن المكلف لا يجوز له أن يتجاوزها إلى غيرها. { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فيما أمر به من الأحكام أو فيما فرض من الفرائض، والإظهار في مقام الإضمار لما مرت الإشارة إليه { يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ } نصب على الظرفية عند الجمهور، وعلى المفعولية عند الأخفش. { تَجْرِى مِن تَحْتِهَا } أي من تحت أشجارها وأبنيتها، وقد مرّ الكلام في ذلك { ٱلأَنْهـٰرَ } أي ماؤها { خَـٰلِدِينَ فِيهَا } حال مقدرة من مفعول { يُدْخِلْهُ } لأن الخلود بعد الدخول فهو نظير قولك: مررت برجل معه صقر يصيد به غداً، وصيغة الجمع لمراعاة معنى { مِنْ } كما أن إفراد الضمير لمراعاة لفظها { وَذَٰلِكَ } أي دخول الجنات على الوجه المذكور { ٱلْفَوْزُ } أي الفلاح والظفر بالخير { ٱلْعَظِيمِ } في نفسه أو بالإضافة إلى حيازة التركة على ما قيل؛ والجملة اعتراض.