خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ
٢٩
-محمد

روح المعاني

{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } هم المنافقون الذين فصلت أحوالهم الشنيعة، وُصِفوا بوصفهم السابق لكونه مداراً لما نعى عليهم بقوله تعالى: { أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَـٰنَهُمْ } فأم منقطعة وأن مخففة من (أنَّ)، واسْمُها ضمير الشأن والجملة بعدها خبرها. والأضعان جمع ضغن وهو الحقد وقيده الراغب بالشديد وقد ضغن بالكسر وتضاغن القوم واضطغنوا أبطنوا الأحقاد، ويقال: اضطغنت الصبـي إذا أخذته تحت حضنك وأنشد الأحمر

كأنه مضطغن صبياً

وفرس ضاغن لا يعطي ما عنده من الجري إلا بالضرب، وأصل الكلمة من الضغن وهو الالتواء والاعوجاج في قوائم الدابة والقناة وكل شيء، قال بشر:

كذات الضغن تمشي في الرفاق

وأنشد الليث:

/ إن قناتي من صليبات القنا ما زادها التثقيف إلا ضغنا

والحقد في القلب يشبه به. وقال الليث وقطرب: الضغن العداوة قال الشاعر:

قل لابن هند ما أردت بمنطق ساء الصديق وشيد الأضغانا

وهذا لا ينافي الأول لأن الحقد العداوة لأمر يخفيه المرء في قلبه، والإخراج مختص بالأجسام، والمراد به هنا الإبراز أي بل أحسب الذين في قلوبهم حقد وعداوة للمؤمنين أنه لن يبرز الله تعالى أحقادهم ويظهرها للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين فتبقى مستورة، والمعنى أن ذلك مما لا يكاد يدخل تحت الاحتمال.