خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً
١٧
-الفتح

روح المعاني

{ لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ } أي إثم { وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ } أي في التخلف عن الغزو لما بهم من العذر والعاهة، وفي نفي الحرج عن كل من الطوائف المعدودة مزيد اعتناء بأمرهم وتوسيع لدائرة الرخصة، وليس في نفي ذلك عنهم نهي لهم عن الغزو بل قالوا: إن أجرهم مضاعف في الغزو، وقد غزا ابن أم مكتوم وكان أعمى رضي الله تعالى عنه وحضر في بعض حروب القادسية وكان يمسك الراية. وفي «البحر» لو حصر المسلمون فالفرض متوجه بحسب الوسع في الجهاد.

{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فيما ذكر من الأوامر والنواهي. { يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ } عن الطاعة { يُعَذّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } لا يقادر قدره، والمعنى بالوعد والوعيد هنا أعم من المعني بهما فيما سبق كما ينبىء عن ذلك التعبير بِمَنْ هنا وبضمير الخطاب هناك، وقيل في الوعيد { يُعَذّبْهُ } الخ دون يدخله ناراً ونحوه مما هو أظهر في المقابلة لقوله تعالى: { يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ } الخ اعتناء بأمره من حيث إن التعذيب يوم القيامة عذاباً أليماً يستلزم إدخال النار وإدخالها لا يستلزم ذلك، واعتنى / به لأن المقام يقتضيه ولذا جيء به كالمكرر مع الوعيد السابق، ويكفي في الإشارة إلى سبق الرحمة إخراج الوعد هٰهنا كالتفصيل لما تقدم والتعبير هناك بإيتاء الأجر الحسن الظاهر في الاستحقاق مع إسناد الايتاء إلى الاسم الجليل نفسه فتأمل فلمسلك الذهن اتساع.

وقرأ الحسن وقتادة وأبو جعفر والأعرج وشيبة وابن عامر ونافع { ندخله } و{ نعذبه } بالنون فيهما.

ولما ذكر سبحانه حال من تخلف عن السفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عز وجل حال المؤمنين الخلص الذين سافروا معه عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى: { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ... }.