جملة مستأنفة استئناف تعداد لأخبار التسلية للرسول وتكرير الموعظة للمكذبين بعد جملة:
{ كذبت قوم نوح المرسلين } [الشعراء: 105]. والقول في هذه الآيات كالقول في نظيرتها في أول قصة نوح سواء، سِوى أن قوله تعالى: { كذبت عاد المرسلين } يفيد أنهم كذبوا رسولهم هوداً وكذبوا رسالة نوح لأن هوداً وعظهم بمصير قوم نوح في آية:
{ { واذكروا إذ جعَلَكم خلفاءَ من بعد قوم نوح } في سورة الأعراف (69). واقتران فعل { كذبت } بتاء التأنيث لان اسم عاد علَم على أمة فهو مُؤَوّل بمعنى الأمة.
والقول في { ألاَ تتقون } مثل القول في نظيره المتقدم في قصة قوم نوح. وقوله: { إني لكم رسول أمين } هو كقول نوح لقومه، فإن الرسول لا يبعث إلا وقد كان معروفاً بالأمانة وحسن الخلق قبل الرسالة. ويدل لكون هود قد كان كذلك في قومه قولُ قومه له
{ إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء } في سورة هود (54) الدال على أنهم زعموا أن تغير حاله عما كان معروفاً به من قبل بسبب سوء اعتقاده في آلهتهم. وتفريع فاتقوا الله وأطيعون } عليه كما تقدم في قصة نوح. وحذف ياء { وأطيعون } للفاصلة كحذفها في قصة نوح وإبراهيم آنفاً.
وتقدم ذكر عاد وهود عند قوله تعالى:
{ وإلى عاد أخاهم هوداً } في سورة الأعراف (65).