خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
٥٠
إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٥١
-الشعراء

التحرير والتنوير

الضّير: مرادف الضرّ، يقال: ضَاره بتخفيف الراء يضِيره، ومعنى { لا ضير } لا يضرنا وعيدك. ومعنى نفي ضره هنا: أنه ضر لحظة يحصل عقبه النعيم الدائم فهو بالنسبة لما تعقبه بمنزلة العدم. وهذه طريقة في النفي إذا قامت عليها قرينة. ومنها قولهم: هذا ليسَ بشيء، أي ليس بموجود، وإنما المقصود أن وجوده كالعدم.

وجملة: { إنا إلى ربنا منقلبون } تعليل لنفي الضير، وهي القرينة على المراد من النفي.

والانقلاب: الرجوع، وتقدم في سورة الأعراف.

وجملة: { إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطيانا } بيان للمقصود من جملة: { إنا إلى ربنا منقلبون }. والطمع: يطلق على الظن الضعيف، وعُرِّف بطلب ما فيه عسر. ويطلق ويراد به الظن كما في قول إبراهيم { والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين } [الشعراء: 82]، فهذا الإطلاق تأدّب مع الله لأنه يفعل ما يريد. وعلّلوا ذلك الطمع بأنهم كانوا أول المؤمنين بالله بتصديق موسى عليه السلام، وفي هذا دلالة على رسوخ إيمانهم بالله ووعده.