خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ
٦٥
رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ
٦٦

التحرير والتنوير

هذا راجع إلى قوله: { وقال الكافرونَ هٰذَا ساحِرٌ كذَّابٌ } [ص: 4] إلى قوله: { أأُنزِلَ عليهِ الذكرُ من بيننا } [ص: 8]، فلما ابتدرهم الجواب عن ذلك التكذيب بأن نظَّر حالهم بحال الأمم المكذبة من قبلهم ولتنظير حال الرسول صلى الله عليه وسلم بحال الأنبياء الذين صبروا، واستوعب ذلك بما فيه مقنع عاد الكلام إلى تحقيق مقام الرسول صلى الله عليه وسلم من قومه فأمره الله أن يقول: { إنمَّا أنا مُنذِرٌ } مقابل قولهم: { هٰذَا ساحِرٌ كذَّابٌ }، وأن يقول: { ما من إله إلا الله } مقابل إنكارهم التوحيد كقولهم: { أجَعَلَ الآلهة إلٰهاً واحداً } [ص: 5] فالجملة استئناف ابتدائي. وذكر صفة الواحد تأكيد لمدلول { ما من إله إلا الله } إماء إلى رد إنكارهم. وذكر صفة { القهّار } تعريض بتهديد المشركين بأن الله قادر على قهرهم، أي غلبهم. وتقدم الكلام على القهر عند قوله تعالى: { وهو القاهر فوق عباده } في سورة [الأنعام: 18].

وإتباع ذلك بصفة رَبُّ السمواتِ والأرضِ وما بينهما } تصريح بعموم ربوبيته وأنه لا شريك له في شيء منها. ووصف { العزيزُ } تمهيد للوصف بــــ { الغَفَّارُ }، أي الغفّار عن عزّة ومقدرة لا عن عجز وملق أو مراعاة جانب مساو. والمقصود من وصف { الغفَّارُ } هنا استدعاء المشركين إلى التوحيد بعد تهديدهم بمفاد وصف { القهَّارُ } لكي لا ييأسوا من قبول التوبة بسبب كثرة ما سيق إليهم من الوعيد جرياً على عادة القرآن في تعقيب الترهيب بالترغيب والعكس.