خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَمَّا ٱلْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً
٨٠
فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَـاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً
٨١
-الكهف

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

أى: { وأما الغلام } الذى سبق لى أن قتلته، واعترضت على فى قتله يا موسى { فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ } ولم يكن هو كذلك فقد أعلمنى الله - تعالى - أنه طبع كافرا.
{ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً }، والخشية: الخوف الذى يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون عن علم بما يخشى منه.
و{ يرهقهما } من الإِرهاق وهو أن يُحمَّل الإِنسان ما لا يطيقه.
أى: فخشينا لو بقى حيا هذا الغلام أن يوقع أبويه فى الطغيان والكفر، لشدة محبتهما له، وحرصهما على إرضائه.
{ فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ } والإِبدال: رفع شئ. وإحلال آخر محله.
أى: { فأردنا } بقتله { أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا } بدل هذا الغلام الكافر الطاغى، ولدا آخر { خيرا منه } أى من هذا الغلام، زكاة "أى" طهارة وصلاحا { وأقرب رحما } أى: وأقرب فى الرحمة بهما. والعطف عليهما، والطاعة لهما.
ثم ختم - سبحانه - القصة، ببيان ما قاله الخضر لموسى فى تأويل الحادثة الثالثة فقال - تعالى -: { وَأَمَّا ٱلْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِـع عَّلَيْهِ صَبْراً }.