خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
١٠١
لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
١٠٢
لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
١٠٣
-الأنبياء

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

والحسنى: تأنيث الأحسن، وهى صفة لموصوف محذوف.
أى: إن الذين سبقت لهم منا فى دنياهم المنزلة الحسنى بسبب إيمانهم الخالص وعملهم الصالح، وقولهم الطيب.
{ أُوْلَـٰئِكَ } المصوفون بتلك الصفات الحميدة { عَنْهَا مُبْعَدُونَ } أى: عن النار وحرها وسعيرها.. مبعدون إبعادا تاما بفضل الله - تعالى - ورحمته.
وقوله: { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا } تأكيد لبعدهم عن النار. وأصل الحسيس الصوت الذى تسمعه من شىء يمر قريبا منك.
أى: هؤلاء المؤمنون الصادقون الذين سبقت لهم من خالقهم الدرجة الحسنى، لا يسمعون صوت النار، الذى يحس من حركة لهيبها وهيجانها، لأنهم قد استقروا فى الجنة، وصاروا فى أمان واطمئنان.
وقوله - سبحانه -: { وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } بيان لفوزهم بأقصى ما تتمناه الأنفس بعد بيان بعدهم عن صوت النار.
أى: وهم فيما تتمناه أنفسهم، وتشتهيه أفئدتهم، وتنشرح له صدورهم، خالدون خلوداً أبديا لا ينغصه حزن أو انقطاع.
وقوله - تعالى - { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ... } بيان لنجاتهم من كل ما يفزعهم ويدخل القلق على نفوسهم.
أى: إن هؤلاء الذين سبقت لهم منا الحسنى، لا يحزنهم ما يحزن غيرهم من أهوال يشاهدونها ويحسونها فى هذا اليوم العصيب، وهم يوم القيامة وما يشتمل عليه من مواقف متعددة، فالمراد بالفزع الأكبر: الخوف الأكبر الذى يعترى الناس فى هذا اليوم.
وفضلا عن ذلك فإن الملائكة تستقبلهم بفرح واستبشار، فتقول لهم على سبيل التهنئة: { هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } به فى الدنيا من خالقكم - عز وجل - فى مقابل إيمانكم وعملكم الصالح.
قالوا: وهذا الاستقبال من الملائكة للمؤمنين، يكون على أبواب الجنة، أو عند الخروج من القبور.
ثم ختم - سبحانه - سورة الأنبياء ببيان جانب من أحوال هذا الكون يوم القيامة، وببيان سننه فى خلقه، وببيان نعمه على عباده، وببيان ما أمر به نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال - تعالى -: { يَوْمَ نَطْوِي... }.