خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ
٩٢
-الأنبياء

الوسيط في تفسير القرآن الكريم

ولفظ الأمة يطلق بإطلاقات متعددة. يطلق على الجماعة كما فى قوله - تعالى - { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ.. } ويطلق على الرجل الجامع للخير، كما فى قوله - تعالى -: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً.. } ويطلق على الحين والزمان، كما فى قوله - سبحانه -: { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ.. } أى وتذكر بعد حين من الزمان.
والمراد بالأمة هنا: الدين والملّة. كما فى قوله - تعالى -:
{ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ.. } أى: على دين وملة معينة.
والمعنى: إن ملة التوحيد التى جاء بها الأنبياء جميعا. هى ملتكم ودينكم أيها الناس، فيجب عليكم أن تتبعوا هؤلاء الأنبياء، وأن تخلصوا لله - تعالى - العبادة والطاعة، فهو - سبحانه - ربكم ورب كل شىء، فاعبدوه حق العبادة لتنالوا رضاه ومحبته.
ثم بين - سبحانه - بعد ذلك حال الناس من الدين الواحد الذى جاء به الرسل، وعاقبة من اتبع الرسل وعاقبة من خالفهم فقال: { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ... }.