خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ
٩٧
-هود

خواطر محمد متولي الشعراوي

والملأ: هم القوم الذين يملأون العيون، ويتصدرون المجالس. ويقال: "فلان ملء العين" أي: لا تقتحمه العيون؛ لأنه واضح ظاهر.
فالملأ - إذن - هم أشراف القوم، وهم - عادة - الذين يزينون للطاغية الاستخفاف بالرعية.
والحق سبحانه يقول:
{ { فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } [الزخرف: 54].
وحين يتكلم الحق سبحانه عن فرعون والملأ والقوم، نجده يبيِّن ويفصل بين الملأ من جهة، وفرعون من جهة أخرى، وكذلك يفصل بين الفرعون والملأ من جهة، والقوم من جهة أخرى.. فلكل طرف من تلك الأطراف الثلاثة أسلوب يعامله الحق سبحانه به.
وهنا يبيِّن لنا الله سبحانه أن الملأ قد اتبعوا أمر فرعون، هذا الأمر الذي يصفه الحق سبحانه بقوله:
{ .. وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ } [هود: 97].
والرشد يقابله الغيُّ، وهذا القول يدلنا على أن الملأ من قوم فرعون لم يتدارسوا أمر فرعون بتأنٍّ، ولم تستقبله عقولهم بالبحث، وهم لو فعلوا ذلك لما اتبعوا أمر فرعون.
ويبيِّن الحق سبحانه لنا عدم رشد أمر فرعون، فهو يذكر لنا ما يحدث له يوم القيامة هو وقومه، فيقول تعالى:
{ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ... }.