خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ
١٠٩
-النحل

خواطر محمد متولي الشعراوي

فقوله تعالى:
{ لاَ جَرَمَ .. } [النحل: 109].
أي: حقاً ولا بُدَّ، أولاً جريمة في أن يكون هؤلاء خاسرين في الآخرة، بما اقترفوه من مُوجبات الخسارة، وبما أَتَوْا به من حيثيّات ترتَّبَ عليها الحكم بخسارتهم في الآخرة، فقد حقَّ لهم وثبت لهم ذلك.
والمتتبع للآيات السابقة يجد فيها هذه الحيثيات، بدايةً من قَوْلهم عن رسول الله:
{ { إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ .. } [النحل: 101].
وقولهم:
{ { إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ .. } [النحل: 103].
وعدم إيمانهم بآيات الله، وكونهم كاذبين مفترين على الله، واطمئنانهم بالكفر، وانشراح صدورهم به، واستحبابهم الحياة الدنيا على الآخرة.
هذه كلها حيثيات وأسباب أوجبتْ لهم الخسران في الآخرة يوم تُصفّى الحسابات، وتنكشف الأرباح والخسائر، وكيف لا يكون عاقبته خُسْراناً مَن اقترف كل هذه الجرائم؟!
ثم يقول الحق سبحانه:
{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ ... }.