خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ
٥٨
-النحل

خواطر محمد متولي الشعراوي

نعرف أن البشارة تكون بخير، فكان يجب عليهم أن يستقبلوها استقبالَ البشارة، ولكنهم استقبلوها استقبال الناقمين الكارهين لما بُشّروا به، فتجد وجه الواحد منهم.
{ مُسْوَدّاً .. } [النحل: 58].
ومعنى اسوداد الوجه انقباضه من الغيظ؛ لذلك يقول تعالى:
{ وَهُوَ كَظِيمٌ .. } [النحل: 58].
الكظم هو كَتْم الشيء.
ولذلك يقول تعالى في آية أخرى:
{ { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ .. } [آل عمران: 134].
وهو مأخوذ من كَظْم القِرْبة حين تمتلىء بالماء، ثم يكظمها أي: يربطها، فتراها ممتلئة كأنها ستنفجر .. هكذا الغضبان تنتفخ عروقه، ويتوارد الدم في وجهه، ويحدث له احتقان، فهو مكظوم ممنوع أنْ ينفجر.
ثم يقول الحق سبحانه واصفاً حاله:
{ يَتَوَارَىٰ مِنَ ... }.