خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً
٨٩
-مريم

خواطر محمد متولي الشعراوي

والإدّ: المتناهي في النكْر والفظاعة، وهو الأمر المستبشع، من: آده الأمر. أي: أثقله ولم يَقْو عليه، ومنه قوله تعالى في آية الكرسي: { وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا .. } [البقرة: 255] أي: لا يثقل عليه.
لكن، لماذا جعل هذا الأمر إدّاً ومنكراً فظيعا؟
قالوا: لأن اتخاذ الولد له مقاصد، فالولد يُتخذ ليكون لك عِزْوة وقوة؛ أو ليكون امتداداً لك بعد موتك، والحق سبحانه وتعالى هو العزيز، الذي لا يحتاج إلى أحد، وهو الباقي الدائم الذي لا يحتاج إلى امتداد.
إذن: فاتخاذ الولد بالنسبة لله تعالى لا عِلةَ له، كما أن اتخاذ الولد لله تعالى ينفي سواسية العبودية له سبحانه.
ولذلك يقول الحق سبحانه:
{ تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ ... }.