خواطر محمد متولي الشعراوي
هذا القول يناسب عباد الرحمن الذين يفعلون الخيرات، طمعاً في الثواب، وخوفاً من العقاب، فهم الذين يقولون { رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [الفرقان: 65] كلمة (غرام) نقولها بمعنى الحب والُهيَام والعشق، ومعناها: اللزوم، أي لازم لهم لا ينفك عنهم في النار أبداً؛ لأن العاقبة إما جنة أبداً، أو نار أبداً.
فمعنى { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [الفرقان: 65] أي: لازماً دائماً، ليس مرة واحدة وتنتهي المسألة.
ومنه كلمة (الغريم)، وهو الذي يلازم المدين ليأخذ منه دَيْنه.
وكلمة { رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ .. } [الفرقان: 65] كأنهم متصورون أن جهنم ستسعى إليهم، وأن بينها وبينهم لدداً، بدليل أنها ستقول: { هَلْ مِن مَّزِيدٍ } [ق: 30].
ثم تذكر الآيات سبب هذه المقوله:
{ إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً ... }.