خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّقُواْ مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
٤٥
-يس

خواطر محمد متولي الشعراوي

تعلمون أن (إذَا) أداة الشرط التي تفيد التحقيق. أما (إنْ) فتفيد الشكّ، ومعنى { لَهُمُ } أي: للكافرين، وجاء الفعل { قِيلَ } هكذا مبنياً للمجهول ليفيد العموم، فكأن كل مؤمن عليه أنْ يقول، وأنْ ينصح، وأن يأخذ بيد غيره إلى طريق الله.
والحق سبحانه في هذه الآية يقول لعباده المؤمنين: يا عبادي، يا مَنْ آمنتم بي، وصدَّقتم رسلي، لكني أحب ألاَّ تدخروا وُسْعاً لتنقذوا خَلْقي من غضبي عليهم، حين يُصِرُّون على الكفر ويقيمون عليه.
وهذا نوع من الرجاء في المؤمنين أنْ يأخذوا بيد الكفار، وأن ينقذوهم من دواعي غضب الله عليهم، وهذا المعنى داخل تحت قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" .
ومعنى { مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } [يس: 45] أي: ما هو أمامكم، وما ينتظركم من البعث والحشر والسؤال والحساب، ثم النار { وَمَا خَلْفَكُمْ } [يس: 45] يعني: ما سبقكم من العبر بالمكذِّبين قبلكم، وكيف كانت عاقبتهم ونهاية كفرهم { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [يس: 45] رجاء أنْ يرحمكم الله.
إذن: فينبغي أن يكون في بال المؤمن أنْ يمهد السبيل لرحمة الكافر، وأنْ يحاول وُسْعه أن ينقذه، وأنْ يعطف عليه، لا أنْ يسلك معه مسلَك اللدد والخصومة التي لا تجدي.