خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ
٥٨
إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
٥٩
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
٦٠
لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ
٦١
-الصافات

خواطر محمد متولي الشعراوي

فهم إذن يخافون فواتَ هذا النعيم، فيتساءلون { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ } [الصافات: 58-59] يعني: ألسنا سنموتُ مرة أخرى { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } [الصافات: 59] أي: بعد ما نحن فيه من النعيم، أليس هناك شيء آخر نُحَاسَب ونُعذَّب عليه، كأن أمنيته أنْ يظلَّ على هذه الحال من التنعُّم، فلا يفوته لا بموت ولا بتغيُّر الحال من النعيم إلى العذاب.
{ إِنَّ هَـٰذَا } [الصافات: 60] أي: ما نحن فيه من النعيم الدائم الذي لا ينقطع ولا يزول، ولا يأتي بعده حساب آخر ولا عذاب { لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } [الصافات: 60] ولا شك أنْ هذه غاية ينبغي أن يعمل لها كل عامل { لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَامِلُونَ } [الصافات: 61].
فكأن الحق سبحانه يحكي لنا هذا الموقف من الآخرة لِيُبيِّن لنا أثر الإيمان وعاقبةَ العمل الصالح، ويستحضر لنا ما يحدث في اليوم الآخر، لنأخذ من ذلك العبرة والعظة، فكلُّ عملٍ يُؤدِّي إلى هذه العاقبة سَهْل هَيِّن، مهما تحمَّلْنا فيه من مشَاقَّ ومتاعب، وهو مكسب لا خسارةَ فيه.