خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ
٢٩
-فصلت

خواطر محمد متولي الشعراوي

الحق سبحانه وتعالى في أكثر من موضع من القرآن يُصوِّر لنا هذه المعركة الكلامية التي تدور بين الضالِّين والمضلِّين، وكيف أن كلَّ واحد منهما يُلقي باللائمة على الآخر ويتنصل هو من المسئولية.
لذلك إبليس سيغلب مَن اتبعه في الضلال، وستكون له الحجة الأقوى، كما قال تعالى حكاية عنه:
{ { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ .. } [إبراهيم: 22].
يعني: لا سلطانَ حجة تقنعكم، ولا سلطانَ قوة تُرغمكم على الفعل، وعجيبٌ أن يقول الكافرون هنا في موقف القيامة { رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا .. } [فصلت: 29] الآن يقولون ربنا، ويعترفون له سبحانه بالربوبية، ومعنى { نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } [فصلت: 29] يعني: نعذبهم نحن أولاً قبل أنْ تعذبهم أنت يا رب. وقولهم { تَحْتَ أَقْدَامِنَا .. } [فصلت: 29] يعني: عذاب إهانة لا عذابَ إيلام.
ثم يقول سبحانه:
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ... }.