خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ
٣٩
-الزخرف

خواطر محمد متولي الشعراوي

لأن هذه بلوى عامة تشمل الجميع، فالبلوى حينما تصيب رجلاً واحداً من بين الناس يعز عليه ذلك، ويشق عليه أن يحزن والآخرون سعداء، لكن لمَّا تعمُّ البلوى تهون ويخفّ وَطْؤها على الجماعة لمشاعر المشاركة، حتى ولو كانت المشاركة في الحزن.
وهذا المعنى عبَّرتْ عنه الخنساء في رثائها لأخيها صخر حين قالت:

وَلَوْلاَ كَثْرَةُ البَاكِينَ حَوْلي عَلَى إخْوانِهمْ لَقتلْتُ نَفْسي
وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي ولَكِنْ أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْهُ بِالتَّأسِّي

وقال آخر:

وَهوَّنَ فجَعاتِ المصَائِب أنَّني وَإنْ هَصَرَتْنِي لَسْتُ في مُرِّهَا وَحْدِي

نعم، إذا عمَّتْ المصائب هانتْ، لكن هذا في مصائب الدنيا، أما مصيبة الآخرة فلا تهون ولا تُخفَّف { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ } [الزخرف: 39] أي: يوم القيامة { إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } [الزخرف: 39].