خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ
١٤
-محمد

خواطر محمد متولي الشعراوي

الحق سبحانه وتعالى يريد أنْ يقرر هذه الحقيقة، لكن يأتي بالقضية على صورة سؤال: هل يستوي هذا وذاك { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ .. } [محمد: 14] يعني: على هُدى وعلى حجة ونور من ربه.
والرب هو الخالق وهو المربِّي، وما بالك بالتربية إنْ كانت من الله، لذلك قال صلى الله عليه وسلم في سياق بيان فضل ربه عليه:
"أدَّبني ربي فأحسن تأديبي" .
ومعنى { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ .. } [محمد: 14] على أمر واضح، ويقين ثابت، ومنهج مستقيم، يضمن له الخير في الدنيا والسلامة في الآخرة. هل يستوي هذا مع مَنْ زُيِّن له سوء عمله واتبع الشهوات والأهواء؟ لا بد أنك ستقول: لا يستويان.
ومن أشدّ الفتن التي يقع فيها الإنسان أنْ يُزين له هواه سوء عمله فيراه حَسَناً، والهوى هو الميل والرغبة التي تميل بك عن الطريق المستقيم، لذلك قالوا: آفة الرأي الهوى، لذلك مدح الحق سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:
{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } [النجم: 3].
ثم يعود السياق مرة أخرى إلى ضرب الأمثال، فيقول سبحانه:
{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ ... }.