خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ
٤٥
أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ
٤٦
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
٤٧
أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ
٤٨
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ
٤٩
يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
٥٠
وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَٱرْهَبُونِ
٥١
-النحل

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ } المكرات { ٱلسَّيِّئَاتِ }: في صد الصحابة عن الإيمان { أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ }: كقارون { أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ }: جهة، { لاَ يَشْعُرُونَ }: بمجيئه منه، كقتلهم في بدر، { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ }: في المعاش { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ }: الله، { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ }: تَنقُّص، بأن ينقصهم شيئاً فشيئاً حتى يستأصلوا، { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }: لا يعاجلهم بعقوبته، { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ }: بيان ما { يَتَفَيَّؤُاْ }: يتميل ويدور { ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ }: يمين الفلك، أي: شرقية كما في أول النهار والتوحيد للفظ ما، والجمع لمعناه كتوحيد ضمير ظلاله والجمع في { وَٱلْشَّمَآئِلِ }: وما بعده غربيه ويعني بها كما في آخر النهار، أو هما جانبا كل شيء استعارة من يمين الإنسان وشماله، { سُجَّداً }: منقادين، { لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ }: ذليلون تحت قدرته { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ }: ينقاد { مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ }: والدبيب: الحركة الجسمانية فيشملهما وغلب بما ما لا يعقل لكثرته، { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ }: أسند بعطفه من يجعلهم مُجرَّدين، وردَّ بأنه خصهم تعظيماً، { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }: عن عبادته { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ }: أن ينزل عليهم عذاباً (من فوقهم)، أو وهو فوقهم بالقهر، { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }: به، { وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ }: وصفه به تنبيهاً على أن مساق النهي إليه أو أن الإثنينية تنافي الإلهية كما نبَّه بقوله: { إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ }: على أن المقصود إثبات وحدته أو أنَّ الوحدة من لوازمها وإنما الله الإله الواحد، { فَإيَّايَ فَٱرْهَبُونِ }: لا غير.