خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً
٢٧
وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً
٢٨
وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً
٢٩
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً
٣٠
أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً
٣١
وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً
٣٢
كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً
٣٣
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً
٣٤
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً
٣٥
وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً
٣٦
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً
٣٧
لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً
٣٨
وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً
٣٩
فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً
٤٠
أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً
٤١
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً
٤٢
وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً
٤٣
هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً
٤٤
وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً
٤٥
ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً
٤٦
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً
٤٧
وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً
٤٨
وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً
٤٩
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً
٥٠
مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً
٥١
وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً
٥٢
وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً
٥٣
-الكهف

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ }: غيره: أو لا مغير لحكمه، فلا ينافي: وإذا بدلنا... الخ، { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ }: غيره، { مُلْتَحَداً }: ملجأ تعدل إليه إن لم تقل { وَٱصْبِرْ }: احبس، { نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ }: أي: كل أوقاتهم، { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }: رضاه وهم فقراء الصحابة؛ إذ طلب أشراف قريش أن يفرد لهم مجلسا دونهم، { وَلاَ تَعْدُ }: لَا تصرف { عَيْنَاكَ }: نظركَ { عَنْهُمْ }: إلى الأغنياء كعتيبة وصحبه، { تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ }: في إبعادهم { مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }: إســـرافا، { وَقُلِ ٱلْحَقُّ }: كـــائنٌ { مِن رَّبِّكُمْ }: لاهـــواكم { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ }: أمر تهديد، ولا يفهم استقلالنا إذا بمشيئة، { إِنَّا أَعْتَدْنَا }: هيأنا، { لِلظَّالِمِينَ }: الكافرين { نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا }: ما أحاط بها مجاز عن الفسطاط ودخانها ولهبها، { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ }: من العطش { يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ }: مُذاب النحاس أو دردي الزيت، { يَشْوِي ٱلْوجُوهَ }: إذا قدم ليشرب { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ }: المهلُ { وَسَآءَتْ }: النار، { مُرْتَفَقاً }: متكأً، ذكره لمقابلة { وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً }: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }: مـــنهم، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ }: يزينون { فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ }: جمع أسوارة أو جمع سوار، { مِن ذَهَبٍ }: كدأب ملك العجم في الدنيا، { وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ }: رقيق الديباج، { وَإِسْتَبْرَقٍ }: غليظـه، أفهم بِجمعهما أن فيها ما تشتهي الأنفس، { مُّتَّكِئِينَ }: مظطجعين أو متربعين في الجلوس { فِيهَا }: في الجنّـات { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ }: السرر في الحجلة وعي بيت يزين للعروس، { نِعْمَ ٱلثَّوَاب }: ذلك، { وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً }: متكأ، { وَٱضْرِبْ }: اجعــل، { لهُمْ }: للكافر والمؤمن، { مَّثَلاً }: حال، { رَّجُلَيْنِ }: أخوين، مُؤْمنٌ اسمه يهوذا، وكافر اسمه قطروس ورثا مالاً فأحدهما اشترى به النخل وأمتعَة الدنيا، والآخر صرفة في الخير، { جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا }: الكافر، { جَنَّتَيْنِ }: بساتين { مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ }: جعلنا النخل محيطاً بهما { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا }: بين الكرم والنخل { زَرْعاً كِلْتَا }: مفرد يدل على التثنية { ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا }: ثمرتها، { وَلَمْ تَظْلِم }: تنقص { مِّنْهُ }: من اكلها، { شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً وَكَانَ لَهُ }: لـصاحبها، { ثَمَرٌ }: أموال مثمرة غير الجنتين، { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ }: المؤمن، { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ }: يراجعه في الكلام، في التفاخر، { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }: حشما وعشيرة، { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ }: أخذ بيد صاحبه، أفردها؛ لأن المراد بها ما متع به تنبيها على أن ماله جنة غيرها مما وعد المتقون، أو لاتصالهما أو لدخوله في إحداهما، { وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ }: بكفــره وعجبــه، { قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ }: تفنـــى { هَـٰذِهِ }: الجنــة، { أَبَداً }: لاغتراره وآماله، ولا شك أن أحوال أغنياء زماننا كحاله، ولكن خوف سيف الشرع أخرسهم عن مقاله، { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ }: القيامة، { قَائِمَةً }: كائنة، { وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي }: فرضا، { لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا }: من جنتي، { مُنْقَلَباً }: مرجعا، لأنه إنما أعطاني لاستئهالي { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ }: المؤمنُ { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ }: أي: أصل مادتك او مادة أصلك، { مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ }: عدلك { رَجُلاً * لَّٰكِنَّاْ }: لكن أنا، { هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً }: تعريض بإشراكه { وَلَوْلاۤ }: هلاَّ { إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ }: كائن، { لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ }: اعترافًا بالعجز { إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا }: على جنتك، { حُسْبَاناً }: صواعق { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ }: الجنة، { صَعِيداً زَلَقاً }: ملساء يزلق عليها { أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً }: غائرًا في الارض { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ }: للماء، { طَلَباً * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ }: مجاز عن الإهلاك، { فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ }: يضرب إحدهما على الأخرى يتحسرُ { عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا }: في عمارتهــا، { وَهِيَ }: الأشجار، { خَاوِيَةٌ }: ساقطة { عَلَىٰ عُرُوشِهَا }: دعائمها في الأرض { وَيَقُولُ }: تاسفاً عليها { يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً }: فلم يهلك بستاني { وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ }: جماعـة، { يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ }: أي: غير { ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً }: بنفسه { هُنَالِكَ }: أي: مقام نزول عذابه، { ٱلْوَلاَيَةُ }: بفتح الواو والنصرة وبكسرها : الملكُ { لِلَّهِ ٱلْحَقِّ }: صفة الله، وبالضم صفة للولاية { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً }: لمطيعيه، { وَخَيْرٌ عُقْباً }: عاقبة لهم { وَٱضْرِبْ }: اجعل، { لَهُم مَّثَلَ }: شبيه زينة { ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: في زهرتهـا وسيلَانهـا وسرعة زوالها { كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ }: التفَّ وتكاثفَ { بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً }: يابـتسا ومكسورا، { تَذْرُوهُ }: تفرقــه، { ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً }: قادراً { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا }: فزوالهــا سريع، { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ }: الأعمال الصالحة الباقي أثرها، ومنه: "سبحان الله والحمدلله ولا إله الا الله والله اكبر"، والصلوات ونحوها أي: كالحج وصيام رمضان والكلمة الطيبة وقد فسرت بكل واحدة منها { خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }: لأن صاحبها ينال م يُؤمَّل بها { وَ }: اذكر { يَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ }: في الجو بعد قلعها، { وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً }: ظلهرة مستوية بلا تلال ووهاد ويبرز ما في الأموات و الكنوز { وَ }: قد { حَشَرْنَاهُمْ }: دل الماضي على أن الحشر قبل تييسرها ليعاينوه، { فَلَمْ نُغَادِرْ }: نترك، { مِنْهُمْ أَحَداً وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ }: عرض الجند على السلطان ليقضي بينهم، { صَفَّاً }: مصطفى قائلين لهم: { لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }: عراة بلا شيء او أحياء { بَلْ }: للخروج من قصة الى أخرى، { زَعَمْتُمْ أَن }: أنه، { لَنْ نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً }: للبعث، { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ }: صحف الاعمال في الأيدي أو في ميزان، { فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ }: خائفين { مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا }: يا هلكتني تعالي وتعجبـى { مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً }: من أعمالنا { وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا }: عدها، وهذا لا ينافي إن تجتنبوا كبائر... الآية، إذا لا يلزم من العد عدم التفكير { وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً }: في الصحف { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }: فيكتب عليه ما لا يفعل ، { وَ }: اذكر { إِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ }: فسر مرة، أفهم ان الملك لا يعصى، وإنما هو عصى؛ لأنه كان جنيا، لكن عن ابن عباس أنه كان من أشراف الملائكة خزَّان الجنان، { فَفَسَقَ }: خرج، { عَنْ أَمْرِ }: طاعــة، { رَبِّهِ }: بترك السجود { أَفَتَتَّخِذُونَهُ }: يا بني آدم، { وَذُرِّيَّتَهُ }: أولاده، قيل: سُمي بها اتباعه مجازا، وقيل: يتوالدون كبني آدم وقيل: يدخل ذنبه في دبره فيبيض فتنفلق البيضة عن جماعة من الشياطين { أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي }: بإطاعتهم ومخالفتي { وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }: من الله تعالى وابليس وذريته، { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ }: أي: الشياطين، { خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ }:بإحضار بعضهم خلق بعض، { وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ }: أي: متخذهم { عَضُداً }: أعوانا والمشاركة في الألوهية فرع المشاركة في الخالقية { وَيَوْمَ يَقُولُ }:الله { نَادُواْ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ }: نهم شركتئي لإعانتكم { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً }: مهلكا يشتركون فيه وهو النارُ، أو بمنع تواصلهم { وَرَأَى }: عاينَ { ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ }: تيقنوا، { أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا }: مخالطوها واقعون فيها من مسيرة أربعين سنة تعجيلا لغمهم { وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً }: معدلا