الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{ وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ }: الكعبة، { مَثَابَةً }: مرجعاً مرة بعد أخرى أو موضع ثواب، { لِّلنَّاسِ وَأَمْناً }: للخائف، أو من عذاب الآخرة، وعند أبي حنيفة: موضع لا يؤخذ الجاني الملتجئ إليه حتى يخرج، فثوبوا إليه، { وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ }: الحَجَرُ المَعْرُوْفُ، قيل: هو المسجد الحرام، إذ كُلُّ الحَرَم (مُصَلّى)، فتسن الصلاة خلفهُ تبركاً اتباعاً، وبالماضي عطف على { جَعَلْنَا }، أي: جعل الناس الكعبة قبلة، { وَعَهِدْنَآ }: أمَرْنا { إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن }: بأن، { طَهِّرَا بَيْتِيَ }: مما لا يليق به، { لِلطَّائِفِينَ }: حَوْلَه أو العُزَباء، { وَٱلْعَاكِفِينَ }: الجَالِسِيْنَ فيه، { وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }: المصلين فيه، { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا }: المكان { بَلَداً آمِناً }، ذا أمن، نكَّرَ هُناَ وعرفا في إبراهيم، مع أنها مكية، وهذه مدنية؛ لوقوع هذا حال كونه مكاناً قفراً، وذلك حال كونه بلداً، { وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ }: لترفههم، { مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ قَالَ }: الله { وَ } أَرْزُقُ { مَن كَفَرَ }: عُطِفَ على { مَنْ آمَنَ } عَطْفَ تلقين، { فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً }: هو دنياه الدنه باعتبار القلة، { ثُمَّ أَضْطَرُّهُ }: أُلْجئُهُ، { إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }: هي { وَإِذْ } كان، { يَرْفَعُ إِبْرَٰهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ }: الأساس { مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَٰعِيلُ } كان يناوله الحجر قَائِلَين: { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ } بنَائَنَا { إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ } لدعئنا { ٱلْعَلِيمُ }: بنياتنا، { رَبَّنَا وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ }: منقادين { لَكَ }، المراد: الزيادة، { وَ }: اجعل، { مِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً }: جماعة، { مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا }: عَلِّمْنَا، { مَنَاسِكَنَا }: مُتعَبَّداتنا في الحج، { وَتُبْ عَلَيْنَآ }: من تقصيراتنا أو كما سيأتي في: { لَقَدْ تَابَ ٱللهُ } [التوبة: 117] { إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ }، كما مَرَّ، { رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ }: في الأمة، { رَسُولاً مِّنْهُمْ }: ولم يُبْعَثْ من ذريتهما إلا نبينا عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ }: القرآن { وَٱلْحِكْمَةَ }: العلم والعمل به، { وَيُزَكِّيهِمْ }: عن الفسوق.
{ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ } الغالب، { ٱلحَكِيمُ }.