الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَاداً }: كالأصنام والأحبار، والند: المثل في الجوهر، { يُحِبُّونَهُمْ }: يُعظِّمونهم، { كَحُبِّ ٱللَّهِ }: كتعظيمه أي: كحُبِّهم لله، فإنَّ المشرك يَعرفهُ ويشركُ به، أو كحُبّ المؤمن لله، أو كحبه الواجب عليهم، { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ }: لأن الكفرة عند البلاء يعرضون عنها، والمحبة من الحب: استعير لَحبَّة القلب، واشتق منه الحُبُّ؛ لرُسُوخه فيها، وهي عرفاً: إرادتك ما تظنه خيرا، وهي إمَّا للّذَّة ومنه: { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ } [الإنسان: 8] وأما للنفع، ومنه { { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا } [الصف: 13] وأما للفَضْل كما نحن فيه، ومحبة الله تعالى العبد: إرادة إكرامه وتوفيفه لطاعته، { وَلَوْ يَرَى }: يَعْلمُ { ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ }: أي: هؤلاء، { إِذْ يَرَوْنَ }: يعاينون، { ٱلْعَذَابَ }: في القيامة، { أَنَّ ٱلْقُوَّةَ للَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعَذَابِ }: أي: لرأوا أو رأيت أمراً فظيعاً.