خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ ٱللَّهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٧٣
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١٧٤
أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ
١٧٥
ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
١٧٦
-البقرة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ }: مَا مَاتَ بلا ذكاة شرعية، { وَٱلدَّمَ }: المسفوح، { وَلَحْمَ ٱلْخِنزِيرِ }: اكتفى بمعظم أجزاءه عن أكله، { وَمَآ أُهِلَّ }: رُفعَ الصَّوتُ، { بِهِ }: عند ذبحه، { لِغَيْرِ ٱللَّهِ }: كالصَّنم، { فَمَنِ ٱضْطُرَّ }: إلى أكل شيءٍ منها، { غَيْرَ بَاغٍ }: ومن البغي بغيه على الإمام وأخذه من مضطر مثله، وأكله للذة أو شهوة، { وَلاَ عَادٍ }: عاص في أسباب اضطراره كسفره أو مُتَعدٍّ سَدَّ رَمَقهُ، { فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ }: في تناوله فعله الإباحة للمضطر الضرورة مع الطاعة، والمراد: قَصر الحُرْمة على ما ذكر مما استحلوه لا مطلقاً { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ }: كرؤساء اليهود، { وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً }: ما يأخذون من سفلتهم، { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ }: مِلْئَها، { إِلاَّ ٱلنَّارَ } الرُّشَا تَصيرُ في أجوافهم ناراً، لكن لَا يُحسُّنَ بها قبل الموت، { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ }:بما يسُرُّهم، { وَلاَ يُزَكِّيهِمْ }: يطهرهم من الأدناس{ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }: كما مر، { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ }: في الدنيا، { وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ }: في الآخرة، { فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } تعجب مِن جراءتهم على عمل بُدْخلُها، { ذَلِكَ }: العذاب، { بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ } بإيمانهم ببعضه دون بعض وغير ذلك، { لَفِي شِقَاقٍ }: خلاف، { بَعِيدٍ }: عن الحقِّ، ولمَّا أكثر أهل الكتاب الجدال في أمر القبلة نزل.