ْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ}: بأن {أَسْرِ بِعِبَادِي}: سِرْ : من مصر، {فَٱضْرِبْ}: اتخذ {لَهُمْ طَرِيقاً}: بضرب عصاك، {فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً}: يابسا، فامتثل فانكشفت بضربه الأرض وجففتها الصّبا فمروا فيها، {لاَّ تَخَافُ دَرَكاً}: أن يدرك فرعون، {وَلاَ تَخْشَىٰ}: غرقا، وعلى قراءة: {لاَّ تَخَافُ}: فاستئناف أو كالظنونا، {فَأَتْبَعَهُمْ}: اتبعهم، {فِرْعَوْنُ}: ملتبسا، {بِجُنُودِهِ}: فدخلوا طرقا سلوكها، {فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ}: البحر {مَا غَشِيَهُمْ}: أبهم، أي: مالا يعرفه إلا الله تعالى {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ}: لا كما قال: {وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ}: قلنا: {يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ}: لمناجاة نبيّكُم، أوْ مواعدته، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ}: في التّيْه {ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ}: فُسّرا مرة قائلين {كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ}: حلالات {مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ}: بالكفران {فَيَحِلَّ}: فيجب، {عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ}: هلَكَ {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ}: عن الشرك {وَآمَنَ}: بما يجب الإيمان به {وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ}: استقام، ولما اختار موسى السبعين وذهب إلى الطُّور لأخذ التوراة تقدمهم شوقاً إلى ربه فقال تعالى إنكاراً لعجلته مع أنها نقيصة في ذاتها مع انضمام إغفال القوم إليها، {وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يٰمُوسَىٰ * قَالَ}: جوابا عنهما {هُمْ أُوْلاۤءِ}: بالقرب مني يأتون {عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ}: فإن المسارعة إلى امتثال أمرك يزيد رضاك، {قَالَ}: الله تعالى: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ}: بعد خروجك وكانوا ستمائة ألف، {وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ}: بدعوتهم إلى عبادة العجل، كان علْجًا من كرمان منسوب إلى سامرة، قبيلةٌ من بني إسرائيل {فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَٰنَ}: عليهم، {أَسِفاً}: شديد الحزن لهم {قَالَ يٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً}: التوراة وخير الدارين، {حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ}: في انتظار موعدهِ {أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ}: يجب {عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِي}: وعدكم إيَّاي بالثبوت على الإيمان {قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا}: بقدرتنا، {وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً}: أحمالا، {مِّن زِينَةِ}: حُليّ {ٱلْقَوْمِ}: بما استعاروه منهم وخرجوا به {فَقَذَفْنَاهَا}: بأمر السامري في النار {فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِيُّ}: ما معه منها {فَأَخْرَجَ}:السامريُّ {لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً}: مُجسدا من تلك المذابة {لَّهُ خُوَارٌ}: صوت العجل وبين في الأعراف {فَقَالُواْ}: السامري وأتباعه: {هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ}: موسى أنه هنا ليطلب من الطور، أو فنسي السامري أيمانه في تركه {أَفَلاَ يَرَوْنَ}: أنه {أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً}: حين كلموه {وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً}: إن تركوه،{وَلاَ نَفْعاً}: إن عبدوه {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ}: قبل رجوع موسى: {يٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ}: ابتليتم {بِهِ}: بالعجل، {وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي}: في الدين {قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ}: لن نزال {عَلَيْهِ}: على عبادة العجل {عَاكِفِينَ}: مقيمين {حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ}: فلما رجع وعاتبهم {قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ}: بعبادته {أَلاَّ}: صلة {تَتَّبِعَنِ}: في الغضب لله تعالى أو مقاتلتهم أو تأتي عقبي، {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي}: أي: قولي: اخلفني في قومي إلى آخره، {قَالَ}: هارون {يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي}: كما مرَّ {إِنِّي خَشِيتُ}: بالمقاتلة وتفرقهم بها، {أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}: وأصلح... إلى آخره، أي: ارفق بهم، {قَالَ}: موسى: {فَمَا خَطْبُكَ}: طلبك بهذا العمل {يٰسَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ}: علمت {بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ}: وهو مجيء جبريل إليك على فرس الحياة وإنه ما مس أثره شيئا إلا أحياه، {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ}: تربة، {أَثَرِ}: موطئ فرس {ٱلرَّسُولِ}: جبريل حين أرسل إليك يدعوك إلى الطور، {فَنَبَذْتُهَا}: ألتقيتها على الحُليّ المُذاب {وَكَذٰلِكَ سَوَّلَتْ}: زينَّت {لِي نَفْسِي قَالَ}: موسى: {فَٱذْهَبْ}: من بيننا {فَإِنَّ لَكَ فِي}: مُدَّة {ٱلْحَيَاةِ أَن تَقُولَ}: لمن جاءك: {لاَ مِسَاسَ}: أي: لا تمسَّني فكان لو مسهَّ أحدهم حُمَّ الماس والممسوس {وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدا}: لعذابك، {لَّن تُخْلَفَهُ}: بل نُنْجز {وَٱنظُرْ إِلَىٰ إِلَـٰهِكَ ٱلَّذِي ظَلْتَ}: دمت أصله: ظللت {عَلَيْهِ عَاكِفاً}: مُقيما {لَّنُحَرِّقَنَّهُ}:بالنار أو المبرد {ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ}: نذرينه {فِي ٱلْيَمِّ نَسْفاً}: إهانة لعبدته، {إِنَّمَآ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً}: لا عجل هو مثلٌ في الغباوة لو كان حيًّا