الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ}:وساوسة {وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ}: فهو غاوٍ {لشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ}: ما أفرط قبحة {وَٱلْمُنْكَرِ}: ما أنكره الشرع {وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}: بتوفيق التوبة وشرع الحدود {مَا زَكَىٰ}: ما طهر من الذنب {مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي}: يطهر {مَن يَشَآءُ}: بتوفيق التوبة {وَٱللَّهُ سَمِيعٌ}: لأقوالكم {عَلِيمٌ}: بنياتكم {وَلاَ يَأْتَلِ}: لا يحلف {أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ}: دنيا {وَٱلسَّعَةِ}: مالا {أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ}: كالصديق رضي الله تعالى عنه، حلف أن لا ينفق على ابن خالته مسطح من فقراء المهاجرين لدخوله في الإفك، وكان ينفق عليه قبل {وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ}: بالإغماض عنهم، {أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}: فقال الصديق: بلى أحبه وحلف أن لا ينزع نفقته منه أبداً {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ}: العفائف {ٱلْغَافِلاَتِ}: عما قذفن به {ٱلْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ}: إن لم يتوبوا، وقيل: مخصوص في زوجاته عليه الصلاة والسلام {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: خصهن؛ لأن قذفهن أشنع ولخصوص المادة {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}: قولا وفعلا {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ}: جزاءهم {ٱلْحَقَّ}: الواجب عليهم {وَيَعْلَمُونَ}: عيانا {أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ}: العدل {ٱلْمُبِينُ}: ]ذُو الحق البيّن[ النساء أو الكلمات {ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ}: كعائشة {لِلطَّيِّبِينَ}: كمحمد عليه الصلاة والسلام {وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ}: قالت عائشة رضي الله عنها: "ولقدر خلقت طيبة عند طيب ووعدت مغفرة ورزقا كريما" {أُوْلَـٰئِكَ}: النبي وعائشة وصفوان {مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}: الخبيثون {لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}: في الجنة {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ}: التي تسكنونها {حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ}: وتستأذنوا {وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا}: بقوله: السَّلام عليكم أدخل؟ ثلاثَ مرَّاتٍ، فإن لم يُؤْذن لهُ فليرجع ولو من بيت أُمّهِ {ذٰلِكُمْ}: الاستئناس مع السلام {خَيْرٌ لَّكُمْ}: هناء لكم {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ}: في البيوت {أَحَداً}: يأذن لكم {فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ}: فإنه تصرف فيها بلا إذن صاحبها {وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ}: ولا تلحُّوا {هُوَ أَزْكَىٰ}: اطهر {لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}: فيجازيكم {لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ}: منفعة {لَّكُمْ}: كالربط والخانات {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}: من قصدقكم بدخول بيوتهم {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ}: كما مر في { قُل لِّعِبَادِيَ } }: ]ابراهيم: 31[ {مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ}: عما يحرم فيهما، أفهم بـ {مِنْ}: أن أمر النظر أوسع، وقدم النظر؛ لأنه بريد الزنا {ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}: فليحذروا {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}: كما مر {وَلاَ يُبْدِينَ}: يظهرن {زِينَتَهُنَّ}: كالخلخال فكيف بمواضعها {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}: عند المهنة كالخاتم والثوب أو الوجه والكفان {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ}: جمع الخمار المقنعة {عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ}: لستر العُنُق والصَّدر {وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}: المخفية {إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ}: أي: المؤمنات لا الكافرات ترك العم والخال؛ لأنهما في معنى الإخوان إشارة على أولوية التستر منهما مخافة وصفها إياهما لأبنائهما ولا كذلك أبو بعولتهن لمكان الولد {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ}: ولو عبدا {أَوِ ٱلتَّابِعِينَ}: لفضل طعام {غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ}: الحاجة إلى النساء {مِنَ ٱلرِّجَالِ}: بأن لا ينتشر ذكرهم كالفاني والممسوح، قيل: وكذا المجنون والأحمق وفي الخصى والمجبوب خلاف {أَوِ}: جنس {ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ}: يطلعوا {عَلَىٰ عَوْرَاتِ ٱلنِّسَآءِ}: لا يعرفون ما العورة، والطفل من لم يراهق الحلم {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ}: الأرض {لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ}: من تقعقع الخلخال وفي معناه: تطيبهن في الخروج فإنه يورث ميلهم {وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً}: من فرطاتكم {أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: هذه أكثر الآي ضميرا لجمعها خمسة وعشرين ضميرا {وَأَنْكِحُواْ}: ندبا أيها السادة والأولياء {ٱلأَيَامَىٰ}: جمع أيم، العُزَّب ذكراً أو أنثى {مِنْكُمْ}: من أحراركم {وَٱلصَّالِحِينَ}: للنكاح {مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ}: أفهم عدم أستبدادهم بالنكاح {إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ}: بالتزوج {مِن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ}: لخلقه {عَلِيمٌ}: بهم، ووعده الغنى مشروط بالمشيئة لقوله: { فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ } }: ]التوبة: 28[ إلى آخره، فلا ينافي: {وَلْيَسْتَعْفِفِ}: ليجتهد في العفة عن الحرام {ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً}: أي: أسبابه {حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ}: فينكحون {وَٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ}: الكتابة {مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً}: أمانة وقدرة نجومها {وَآتُوهُمْ}: أيها السادة وجوبا {مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ آتَاكُمْ}: ما يعنيهم على أدائها ولو بحط أقل متمول منها {وَلاَ تُكْرِهُواْ}: كابن أبي {فَتَيَاتِكُمْ}: إماءكم {عَلَى ٱلْبِغَآءِ}: الزنا {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً}: تعففا لا مفهوم له؛ لأنهشرط للإكراة إذ لا يوجد بدونه أو شرط للنهي ويرتفع بارتفاع المهني عنه لأن الإكراه ممتع وقت عدم إرادة التحصين، وأشار بإن إلى ندرة الإدارة {لِّتَبْتَغُواْ عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ}: عليه {فَإِنَّ ٱللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ}: لهن {رَّحِيمٌ}: بهن، لعل الإكراه كان دون الحد الشرعي أولهم وبهم بعد التوبة {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ }: فيها الأحكام وبالكسر أي: للأحكام {وَمَثَلاً}: كقصة أم المؤمنين (مِّنَ) جنس امثال: كمريم {ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ}: الصائرين إلى التقوى