{ إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } أي: جبريل، { يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ }: بولد جنوده، { بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } لا كالأولاد، { ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ }: معرب مَشِيْحَا، أي: المبارك، أو مُسِحَ بالبركة، أو ما مسح ذا عاهة إلا برأ، { عِيسَى }: معرب أيشوع، { ٱبْنُ مَرْيَمَ }: قَدَّمَ اللقَب على الاسم تعظيماً، ونسبة إليها مع علمها به إعلاماً بأنه لا ينسب إلى غيرها وتنبيهاً على أنها تلده بلا أبٍ، إذ عادة الرجال نسبتهم إلى آبائهم، { وَجِيهاً }: عظيما قدره ذا جاه، { فِي ٱلدُّنْيَا }: بالنبوة، { وَٱلآخِرَةِ }: بالشفاعة والدرجات العلى، { وَ }: كائنا، { مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ }عِنْدَ اللهِ { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ }: حَال كَوْنه، { فِي ٱلْمَهْدِ }: أصلُ المهد ما يمهد للصبي من مضجعه، أي: طفلاً قبل وقت الكلام، { وَكَهْلاً }: بعد نزوله، إذ رُفِع وهو شاب بشارةً لها بطول عمره، وإن وُلِدَ لثمانية أشهر، وقيل ذلك لا يبقى، وبان كلامه في الصغر كما في الكبر، { وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ }: الكاملين في الصلاح، { قَالَتْ }: تَعَجُّباً أو كمَا مر، { رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ }: كانت محررة والمحرر لا يتزوج أبداً ولَا يُزَوّجُ ولا غيره، { قَالَ }: الأمْرُ، { كَذَلِكَ }: من خلق ولدس منك بلا أب، { ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ }: خَصَّه بالخلق بخلاف ما مر لغربته؛ لأنه اخترع بلا مادة، { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } أراد خلقه { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }أي: فهو يكونُ،، { وَيُعَلِّمُهُ } بالنون والياء { ٱلْكِتَٰبَ }: جنسه أو الخطّ، { وَٱلْحِكْمَةَ }: جنسه أو العلم أو العمل به، { وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ }: وكان يحفظهما.