{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ}: بالشرك وغيره {وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ}: القرآن {إِذْ جَآءَهُ}: بلا تدبر {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى}: منزلا {لِّلْكَافِرِينَ}: أي: لهم، استدل به مكفورا المبتدعة فإنهم يكذبون بما علم صدقه، وضعَّفوه؛ لأنه مخصوص بمن فَاجَأَ مَا عَلمَ مجيء النبيّ صلى الله عليه وسلم به بالتكذيب {وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدْقِ}: هو النبي صلى الله عليه وسلم {وَصَدَّقَ بِهِ}: أبو بكر أو المؤمنون {أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ * لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ}: علة للمتقين {عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ}: فغير الأَسْوإ أولى {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ}: وعد الحسن بالأحسن في الجزاء {أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}: النبي أو جنسه {وَيُخَوِّفُونَكَ}: قريش {بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ}: كانوا يخوفونه من آلهتهم {وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ}: كهؤلاء {فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ * وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ}: غالب {ذِي ٱنتِقَامٍ}: من أعدائه {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ}: تعبدونه {مِن دُونِ ٱللَّهِ}: من الأصنام {إِنْ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ }: الأصنام {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}: فكيف تخوفونني بها، وأفاد بالتأنيث كمال ضعفهن {قُلْ حَسْبِيَ}: كافي {ٱللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّـلُ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ * قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُـمْ}: حالتكم {إِنِّي عَامِلٌ}: على حالتي {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ}: بالقتل {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ}: دائم في النار {إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ لِلنَّـاسِ}: لنفعهم ملتبسا {بِٱلْحَقِّ فَـمَنِ ٱهْتَـدَىٰ}: به {فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَـلَّ فَإنَّمَا يَضِلُّ}: وبال ضلاله {عَلَيْهَا وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِـيلٍ}: فتجبرهم {ٱللَّهُ يَتَوَفَّى}: يقبض {ٱلأَنفُسَ}: من الأبدان {حِينَ مَوْتِـهَا}: يمنع تصرفها فيها ظاهرا وباطنا، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها غير الروح، إذ العقل والتمييز منها، والنفس والحياة منه، وقيل: هما متحدان {وَ}: يقبض الأنفس {ٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا}: يمنع تصرفها فيها ظاهرا فقط، وحينئذ قد تجتمع كل النفوس في الملأ كما في الحديث {فَيُمْسِكُ}: النفس {ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ}: النائمة إلى جسدها {إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى}: وقت موتها، وعم عليّ رضي الله تعالى عنه: الرُّؤيا من النفس في السماء، والأضغاث منها قبل الاستقرار في الجسد يلقيها الشيطان {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}: في عجائب قدرته {أَمِ}: بل {ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَ}: عنده بزعمهم {قُلْ}: {أَ} يشفعون {وَلَوْ كَـانُواْ لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاَ يَعْقِلُونَ}: لأنهم جماد {قُل لِلَّهِ ٱلشَّفَاعَةُ جَمِيعاً}: لا يشفع إلا بإذنه {لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ}: دون آلهتهم {ٱشْمَأَزَّتْ}: انقبضت {قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ}: كالأصنام {إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}: يسرون {قُلِ}: إذا تحيرت في أمرهم {ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ}: بالشرك {مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ}: بمجموعهما {مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا}: ظهر {لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ}: من الوبال {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ}: بعرض صحائفهم {وَحَاقَ}: أحاط {بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}: من العذاب {فَإِذَا}: عطف إذ ذكر الله بيانا لمناقضتهم في حق الله تعالى {مَسَّ ٱلإِنسَانَ}: جنسه {ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ}: أعطيناه {نِعْمَةً مِّنَّا}: تفضلا {قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ}: الضمير لما {عَلَىٰ عِلْمٍ}: مني بوجوه كسبه، أو من الله باستحقاقي {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ}: اختبار {وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}: كقارون {فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ}: من سخط الله {مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ}: وبال {مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ}: المشركين {سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ}: أي: فائتين الله عز وجل فقحطوا سبع سنين {أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ}: أي: يضيقه على من يشاء كما ضيق عليهم {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: به