{ وَمَن يُشَاقِقِ }: يخالف، { ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ }: الحق بمعجزاته، { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }: كطعمه إذ هرب مرتدا بعد ما حكم عليه بقطع يده، { نُوَلِّهِ }: نجعله والياً { مَا تَوَلَّىٰ }: من الضَّلال أي: نخليه وما اختار، { وَنُصْلِهِ }: ندخله، { جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً }: هي، دلت على حرمة مخالفة الإجماع، وهذا إذا فسر سبيل المؤمنين بما هم عليه من الدين، وبسط بيانه في الأصول، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ }: لمن لقيه مشركاً، { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ }: ولو مظالم بأن ألقى في قلب مظلومه عفوه كما صح في الحديث، { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }: عن الحق، { إِن }: ما، { يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَٰثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً }: خارجاً بالكلية عن الطاعة، فإنهم أطاعوه بعبادتها { لَّعَنَهُ ٱللَّهُ }: بَعَّده عن رحمته، (وقال) الشيطان نطقاً أو فعلاً كـ:
امْتَلأَ الحَوْضُ، وقال: قَطْنِي
والله، { لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ }: بإضلالهم، { نَصِيباً مَّفْرُوضاً }: مقطوعا معينا، قيل: من كل ألفٍ تسعمائة وتسعة وتسعين، { وَلأُضِلَّنَّهُمْ }: عن الصواب، { وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ }: بأنواع الغرور، { وَلأَمُرَنَّهُمْ }: بالتبتيك، { فَلَيُبَتِّكُنَّ }: يشُقُّون، { ءَاذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ }: ويجعلون زكاتها حراماً، ويسمونها بحَائر، { وَلأَمُرَنَّهُمْ }: بتغيير خلق الله، { فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ }: صورة كالخصاء، والوَشْم، والوَشْر، أو صفة كتغير الفطرة.
واعلم أن كل ما جعله كاملاً بفطرته، فجعَلَهُ ناقصاً بسوء تدبيره، ونتف اللحية ونحوه، وعدُّدوا منه تحليل الحرام، وتحريم الحلال، { وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ }: بإطاعته، { فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً }: بتضييع رأس ماله الفطري.