الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{بَشِّرِ ٱلْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ}: الغلبة على المؤمنين، {فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً}: لا يعز إلا من أعزه، {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ}: في سورة الأنعام: { وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ } [الأنعام: 68] الآية (أن) أنه، {إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ}: حال كونها، {يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ}: مع من يكفر ويستهزئ، {حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}: غير حديث الكفر والاستهزاء، {إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ}: لقدرتكم على الإعتراض، {إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً}: كاجتماعهم على الاستهزاء هنا، {ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ}: ينتظرون وقوع أمر {بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوۤاْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ}: فأعطونا الغنيمة، {وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ} من الظَّفر عليكم، غير الأسلوب تحقيراً لهم {قَالُوۤاْ}: للكافرين، {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ}: نستول بالممكن من القتل والأسْر، {عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ}: نحجبكم، {مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ}: بتثبيطهم عنكم، وعدم نصرتهم، {فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ}: ببواطنكم، {وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}: بالحجة، أو ظهوراً كليّاً في الدنيا، وفيه دليل فساد شراء الكافر المسلم، ودليل الحنيفة على حصول البينونة بنفس الارتداء، وردوا بأنه لا ينفي أن يكون إذا عاد قبل العدة، {إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ}: بزعمهم، {وَهُوَ خَادِعُهُمْ}: مجازيهم على خداعهم، {وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلٰوةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ}: متثاقلين كالمكره، {يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ}: ليحسبوهم مخلصين، {وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ}: مطلقاً، أو لا يصلون، {إِلاَّ قَلِيلاً}: بحضرة الناس ولو أخلصوا في القليل لكان كثيراً.