خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ
٥٣
هُدًى وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ
٥٤
فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ
٥٥
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ
٥٦
لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٥٧
وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ
٥٨
إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
٥٩
وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
٦٠
ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ
٦١
ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ خَـٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ
٦٢
كَذَلِكَ يُؤْفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ
٦٣
ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ
٦٤
هُوَ ٱلْحَيُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَـٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٦٥
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلْبَيِّنَـٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
٦٦
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ
٦٧
هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ
٦٨
-غافر

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ }: ما يهتدى به { وَأَوْرَثْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ }: التوراة بعده { هُدًى }: هاديا { وَذِكْرَىٰ }: تذكرة { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }: العقول { فَٱصْبِرْ }: على أذاهم { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ }: بنصر أوليائه { وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ }: من ترك الأولى أو ليستن بك { وَسَبِّحْ }: ملتبسا { بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ }: بعد الزوال { وَٱلإِبْكَارِ }: أي: دم عليه أو صَلِّ إذ ما وجبت بمكة إلا ركعتان بكرة وكذا عشية { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ }: حجة { أَتَاهُمْ إِن }: ما { فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ }: طمع علو عليك { مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ }: من شرهم { إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ }: لأقوالكم { ٱلْبَصِيرُ }: بأحوالكم { لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ }: أعظم عندكم { مِنْ }: إعادة { خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }: فينكرون البعث { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ }: الجاهل { وَٱلْبَصِيرُ }: العالم { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ }: فيجب البعث لإظهار تفاوتهم تذكرا { قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ * إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا }: لإمكانها وإجماع الرسل على وقوعها { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }: لجهلهم { وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ }: سلوني { أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي }: أي: دعائي، فإنَّه مُخُّ العبادةِ { سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }: ذليلين { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ }: لتستريحوا { فِيهِ }: فخلقه باردا مظلما لتسكن الحركات والحواس { وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً }: مجاز للمبالغة { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ * ذَٰلِكُمُ }: المختص بتلك الأفعال { ٱللَّهُ رَبُّكُمْ خَـٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ }: فكيف { تُؤْفَكُونَ }: تصرفون عن عبادته { كَذَلِكَ }: الإفك { يُؤْفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ * ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً }: مستقرا { وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً }: قبة عليكم { وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ }: الترتيب اعتباري { وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ }: اللذائذ { ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ * هُوَ ٱلْحَيُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَـٱدْعُوهُ }: اعبدوه { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ }: العبادة من الرياء قائلين: { ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * قُلْ }: حين يدعونكم إلى دينهم { إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ }: تعبدونه { مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ }: الحجج { ٱلْبَيِّنَـٰتُ }: على وحدانيته { مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ }: أنقاد { لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ }: أي: آدم { مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ }: أي: كل واحد منكم { طِفْلاً ثُمَّ }: يبقيكم { لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ }: أي: كمال قوتكم من الثلاثين إلى الأربعين { ثُمَّ }: يبقيكم { لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ }: أي: قبل تلك الأحوال { وَ }: يفعل ذلك { لِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى }: مقدراً { وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ }: قدرته { هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَإِذَا }: الفاء لأنه نتيجة السابق، لأنه يقتضي قدرة ذاتية مطلقة، { قَضَىٰ }: أراد { أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ }: كما مر